أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل ستبدأ في استهداف قادة جماعة الحوثي اليمنية بشكل مباشر، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة. يأتي ذلك بعد تزايد الهجمات الحوثية بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية على إسرائيل، والتي تم اعتراض بعضها خلال الأيام الماضية.

وقال كاتس خلال زيارته لإحدى بطاريات نظام الدفاع الجوي "حيتس"، التي استخدمت لإسقاط صاروخ حوثي،"لن نسمح باستمرار الهجمات الحوثية من دون رادع. كما تعاملنا مع يحيى السنوار في غزة وإسماعيل هنية في طهران وحسن نصر الله في بيروت، سنتعامل مع رؤوس الحوثيين في صنعاء أو أي مكان في اليمن".

وأشار إلى أن إسرائيل ستستهدف البنية التحتية العسكرية للحوثيين بالإضافة إلى قادتهم، مؤكدًا أن "كل من يرعى الإرهاب الحوثي في ​​الحديدة أو صنعاء سيدفع الثمن كاملاً".

خلال الأسبوع الماضي، تصاعدت الهجمات الصاروخية التي أطلقتها جماعة الحوثي تجاه إسرائيل، حيث أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه اعترض للمرة الخامسة خلال أسبوع صواريخ أُطلقت من اليمن.

في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، أعلن الجيش عن اعتراض صاروخ حوثي عبر إلى الأراضي الإسرائيلية، وقد تم تفعيل صفارات الإنذار لتحذير السكان، ما دفع ملايين الإسرائيليين إلى الاحتماء في الملاجئ.

وذكرت خدمة "نجمة داوود الحمراء" أن 9 أشخاص أصيبوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المناطق المحمية.

تُعتبر جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران أحد أبرز الجهات المناهضة لإسرائيل في المنطقة. تُطلق الجماعة صواريخها وطائراتها المسيّرة تجاه الأراضي الإسرائيلية، معلنة تضامنها مع الفلسطينيين في غزة.

الهجمات الأخيرة جاءت في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة توترات واسعة بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية، فضلاً عن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

إسرائيل، التي استهدفت في السابق مواقع عسكرية وموانئ حوثية في اليمن، تعدّ الهجمات الأخيرة بمثابة تصعيد خطير يستوجب الرد. في المقابل، تدعم إيران الحوثيين عسكريًا وسياسيًا، وهو ما يزيد التوتر بين طهران وتل أبيب.

لم يقتصر الرد الإسرائيلي على الجانب العسكري فقط؛ فقد أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر تعليمات لبعثاته الدبلوماسية في أوروبا بالعمل على تصنيف جماعة الحوثي تنظيمًا إرهابيًا.

"الحوثيون لا يشكلون تهديدًا لإسرائيل وحدها، بل للمنطقة والعالم بأسره. يجب اتخاذ خطوات حازمة لتصنيفهم تنظيمًا إرهابيًا عالميًا."

وأضاف أن إسرائيل طلبت عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي لإدانة هجمات الحوثيين وتسليط الضوء على الدعم الإيراني المستمر لهم.

الصراع بين إسرائيل والحوثيين تصاعد بشكل ملحوظ منذ أعوام قليلة، مع تزايد تدخل إيران في دعم الحوثيين بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة متطورة. وتُعتبر هذه الهجمات جزءًا من استراتيجية إيران الإقليمية للضغط على إسرائيل عبر وكلائها في المنطقة.

إسرائيل استهدفت خلال السنوات الماضية مواقع استراتيجية للحوثيين في اليمن، بما في ذلك موانئ عسكرية ومخازن أسلحة. لكن التهديد الحوثي توسع ليشمل هجمات مباشرة تستهدف الأراضي الإسرائيلية، مما دفع تل أبيب إلى اتخاذ موقف أكثر حدة تجاه الجماعة.