كشف مصدر سعودي مقرب من الحكومة، اليوم الاثنين، أن المملكة العربية السعودية سبق أن طالبت ألمانيا بـ"تسليمها" المشتبه به السعودي طالب العبد المحسن، المتهم بتنفيذ هجوم دهس مميت استهدف سوقًا لعيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ شمال شرق ألمانيا. الهجوم، الذي وقع الأسبوع الماضي، أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 200 بجروح.

وأوضح المصدر لوكالة "فرانس برس" أن الرياض حذرت برلين عدة مرات من أن العبد المحسن "قد يكون خطيرًا"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول أسباب طلب التسليم أو تصنيف المشتبه به كشخص "خطير". وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لعدم تخويله بالتحدث للإعلام، أن السعودية قدّمت طلبًا رسميًا لتسليمه.

وقد تعهدت الحكومة الألمانية، امس الأحد، بإجراء تحقيق سريع وشامل لمعرفة ما إذا كانت هناك أخطاء من الأجهزة الأمنية في منع وقوع الهجوم. يأتي ذلك بعد تقارير تفيد بأن العبد المحسن أظهر خلال السنوات الأخيرة سلوكًا يُثير الريبة، لكن السلطات لم تتحرك لمنعه.

وذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن الاستخبارات السعودية حذرت ألمانيا قبل عام من خطورة العبد المحسن، مشيرة إلى تغريدات تهديدية نشرها ضد ألمانيا. ورغم ذلك، تجاهلت السلطات الألمانية التحذير. وكان المشتبه به معروفًا بنشر خطابات تحريضية على منصات التواصل الاجتماعي، متهمًا ألمانيا بسوء معاملة اللاجئين السعوديين ومتهمًا الحكومة بعدم حماية مواطنيه الفارين من المملكة.

ينحدر العبد المحسن من مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء شرق السعودية، وينتمي إلى عائلة شيعية. هاجر إلى ألمانيا في عام 2006 وحصل على اللجوء بعد عشر سنوات. درس الطب النفسي، لكنه انخرط في نشاطات تتعلق بمساعدة طالبي اللجوء السعوديين، لا سيما النساء، وفق شهادات سعوديين عرفوه في الخارج.

وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس" أواخر عام 2022، وصف العبد المحسن نفسه بأنه "ملحد سعودي"، وهاجم الدين الإسلامي في تصريحات حادة. كما أظهر عداءً شديدًا تجاه الحكومة الألمانية، وكتب منشورات تهديدية، كان أبرزها في أغسطس الماضي عندما تساءل: "هل هناك طريق للعدالة في ألمانيا دون تفجير سفارة ألمانية أو ذبح مواطنين ألمان؟".

الشرطة الألمانية أكدت، السبت الماضي، عدم وجود معلومات عن التحذير السعودي من المشتبه به. فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر سعودي قوله إن المملكة أبلغت السلطات الألمانية بخطورة المهاجم الذي عبّر عن آراء يمينية متطرفة على حسابه الشخصي في منصة "إكس".