Beirut
15°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
"أسرارٌ وغراميات"... الأسد تخلّى عن "وثائق عائلية" ليهرب من سوريا (صور)
المصدر:
العربية
|
السبت
14
كانون الأول
2024
-
15:54
سقط نظام آل الأسد في سوريا في الثامن من كانون الأول الجاري، ليكشف عن جملة من الأسرار الاستخباراتية والأمنية التي كانت محط سرية كبيرة، كما تكشفت وحشية الجرائم التي ارتكبها النظام ضد الإنسانية طوال عقود. من قتل وتعذيب، إلى إخفاء الجثث بآلات ضغط متطورة، كانت جميعها جزءاً من النظام الذي زعم لسنوات أنه محصن ضد أي محاكمة أو كشف.
وفقًا للتقارير التي وردت من الثوار السوريين الذين اقتحموا قصور بشار الأسد ومقرات إقامته، تبين أن بشار قد أقدم على التخلي عن العديد من الوثائق السرية وأسرار عائلته من أجل تأمين هروبه.
وكشفت الوثائق التي نشرها الثوار عن رسائل غرامية بين والده حافظ الأسد ووالدته أنيسة مخلوف، التي كانت محط نظر في نظام الأسد. هذه الرسائل التي تبدو شخصية في ظاهرها، تحمل مفاجآت تتعلق بتوترات تهديدية بين الزوجين، تعكس جوانب من حياة العائلة الحاكمة وتكشف عن استخدام العلاقات الشخصية لأغراض قمعية.
إحدى الوثائق التي عثر عليها تعود إلى عام 1957، وهي رسالة تهديدية من حافظ الأسد إلى أنيسة مخلوف، قبل أن يتزوجها، وهو يتحدث فيها عن تهديده لها بعدم السماح لها بأداء أي عمل. الرسالة تظهر مشاعر معقدة بين الزوجين، حيث تتضمن تهديدات موجهة من حافظ الأسد، الذي كان يتبع سياسة القمع والمراقبة حتى في حياته العائلية. هذا يضاف إلى رسائل أخرى كتبها حافظ مستخدمًا لغة قاسية تُظهر سيطرته المطلقة وتقديمه للتهديدات كأداة لفرض الإرادة.
أما بالنسبة للوثائق التي تم اكتشافها في قصور الأسد، فإنها تتضمن رسائل أخرى من أنيسة إلى حافظ الأسد، حيث كانت تتوسل له بالتراجع عن تهديداته، إلا أن حافظ لم يتراجع، بل أكد أنه لا ينوي سحب ما قاله.
هذه الوثائق التي تخص الحياة الخاصة للأسرة الحاكمة كانت جزءًا من "الأرشيف الرسمي" الذي كان النظام يحرص على حمايته. لكن بشار الأسد لم يتردد في تركها وراءه، كما ترك صوراً شخصية لوالديه، عندما بدأ رحلة الهروب والبحث عن مخرج.
وتتوالى صدمات الثوار السوريين فيما يتعلق بما كان يُخبأ في سجون النظام. فعند اقتحامهم لمرافق كانت تُستخدم كأماكن لاحتجاز المعارضين، اكتشفوا وسائل تعذيب كانت أشبه بما يراه البعض في أفلام الرعب. سجون كصيدنايا وتدمر شهدت أساليب تعذيب ممنهجة استُخدمت فيها آلات ضغط لطحن الجثث، مما يجعل عمليات القتل والإخفاء أكثر تعقيداً. هذا النوع من الجرائم ضد الإنسانية كان يبدو خياليًا، إلا أن ما اكتشفه الثوار من مكابس كانت تستخدم لضغط الجثث يثبت أنه كان جزءًا من آليات النظام الرهيبة.
الوثائق التي كشفت عنها الثورة تؤكد أن النظام لم يتورع عن استخدام أساليب قتل وتدمير جسدية ونفسية لا مثيل لها. فقد كانت المقابر الجماعية أسلوبًا آخر لجثث الضحايا، حيث استخدم النظام أساليب لإخفاء الأدلة، من بينها الأحماض الكيميائية لتسريع تآكل الجثث. تشير التقديرات إلى أن عدد الضحايا الذين قُتلوا في سجن صيدنايا وحده يتراوح بين 13,000 و20,000 معتقل بين عامي 2011 و2015، مما يُظهر حجم المأساة التي خلفها نظام الأسد.
الأساليب التي كان يستخدمها النظام في سجون مثل تدمر وصيدنايا تماثل في بعض جوانبها أساليب استخدمها النازيون في معسكرات الاعتقال. فقد كشف العديد من الناجين عن استخدام تقنيات قمع تهدف إلى تدمير الروح الإنسانية للضحايا، ومنها الحرمان من النوم وتعذيب الآخرين أمامهم لكسر إرادتهم.
وقد كشف سقوط نظام الأسد العديد من الأسرار التي كان يتم التستر عليها لعقود. مثلما نشر سابقًا، فإن نظام الأسد اعتمد على أساليب تعذيب قاسية تشابه تلك التي استخدمها النازيون في فترة الحرب العالمية الثانية. كما أن استخبارات النظام كانت تعتمد على مستشارين نازيين سابقين مثل آلويس برونر، الذي ساعد في تطوير أساليب التعذيب والقمع في سوريا، ما يوضح كيف أن هذه الأساليب لم تكن مجرد أدوات قمع بل امتدادًا لنظام إرهابي ممنهج استمر لعقود.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا