Beirut
19°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
تصريحاتٌ "مفاجئة" حول غياب القوات الإيرانية عن جبهة سوريا
المصدر:
العربية
|
السبت
07
كانون الأول
2024
-
11:40
في تطور مفاجئ يثير العديد من التساؤلات حول التزام إيران بدعم الحكومة السورية في مواجهة الهجمات المتزايدة من الفصائل المسلحة، كشف خبير إيراني في الشؤون السورية عن غياب القوات الإيرانية في ميدان المعركة بسوريا، وهو ما يعكس تزايد القلق من تطورات الوضع العسكري في البلاد.
التصريح يأتي في وقت حرج حيث تكثف الفصائل المسلحة هجماتها على العديد من المدن والمناطق السورية، وتواجه قوات الرئيس بشار الأسد تحديات عسكرية كبيرة.
في مقابلة له مع التلفزيون الإيراني الرسمي، قال سهيل كريمي، الخبير الإيراني في الشؤون السورية والمقرب من الحرس الثوري، إن القوات الإيرانية لم تشارك في القتال بسوريا في الفترة الحالية، متسائلاً عن السبب وراء هذا الغياب المفاجئ.
وأضاف كريمي، الذي يعتبر من أبرز المحللين المقربين من دوائر صنع القرار الإيرانية، "حاليًا، قواتنا ليست في الميدان. لم يُسمح لقواتنا.. لماذا يحدث هذا؟".
هذا التصريح لفت الأنظار في وقت تتصاعد فيه الهجمات على قوات الأسد من قبل فصائل مسلحة متحالفة مع تركيا في الشمال، فضلاً عن تقدم قوات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة في الشرق، وهو ما يعكس تحولًا في الاستراتيجية الإيرانية التي كانت تدعم الأسد عسكريًا بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وتأتي تصريحات كريمي في وقت حساس، حيث أشار عدة مسؤولين إيرانيين إلى أن طهران بدأت في سحب كبار قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري من سوريا، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الحرس الثوري ومدنيين. هذا التحرك يعكس تزايد القلق الإيراني من تطورات الوضع العسكري في سوريا، ويثير تساؤلات حول ما إذا كانت إيران قد بدأت في إعادة تقييم دورها العسكري في الصراع السوري.
وفيما أكد كريمي على غياب القوات الإيرانية في ميدان المعركة، قدم مسؤول إيراني رفيع رواية مغايرة، مؤكدًا أن إيران دفعت بمزيد من المستشارين العسكريين إلى سوريا لدعم دمشق في هذه المرحلة الدقيقة. وأشار إلى أن الدعم الإيراني العسكري للأسد لا يزال قائمًا، ولكن بطريقه غير مباشر عن طريق المستشارين العسكريين.
يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه الجيش السوري تحديات كبيرة في مواجهة هجمات الفصائل المسلحة التي انطلقت في 27 نوفمبر الماضي من إدلب. خلال الأيام القليلة الماضية، تمكنت الفصائل المسلحة، بما في ذلك "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها، من السيطرة على مدينة حلب بعد انسحاب القوات السورية والجماعات الإيرانية. تلا ذلك سيطرة الفصائل على محافظة حماة وريف حمص الشمالي، حيث باتت الفصائل المسلحة على مشارف مدينة حمص، التي تعتبر نقطة استراتيجية مهمة في وسط سوريا.
وفي الجنوب، نجحت الفصائل المسلحة في السيطرة على مدينة درعا وعدد من بلدات ريفها، فيما استعادت فصائل محلية السيطرة على السويداء، التي كانت تعتبر من أبرز معاقل النظام في الجنوب السوري. كما شهدت المناطق الشرقية تطورات كبيرة حيث سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على مدينة دير الزور بعد انسحاب الجيش السوري.
تصاعد الهجمات على قوات الأسد في مختلف الجبهات، وغياب الدعم الفعّال من الحليفين الرئيسيين (إيران وروسيا)، يثير تساؤلات عن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. وعلى الرغم من استمرار الدعم الإيراني عبر المستشارين العسكريين، إلا أن الغياب الفعلي للقوات الإيرانية على الأرض قد يضعف بشكل كبير قدرة الأسد على الصمود في وجه الهجمات المتزايدة.
وتظل الأسئلة مفتوحة حول مستقبل دور إيران في سوريا، خاصة في ظل تقارير عن تحول استراتيجي في الدعم العسكري من إيران، ما قد يشير إلى تحول في السياسة الإيرانية تجاه الصراع السوري، في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات جيوسياسية مع تصاعد النفوذ الأمريكي والدور التركي المتزايد في الشمال السوري.
منذ بداية الحرب السورية في 2011، لعبت إيران دورًا محوريًا في دعم حكومة الأسد عبر إرسال المستشارين العسكريين والميليشيات الشيعية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني. كما كانت إيران توفر الدعم اللوجستي والعسكري لقوات الأسد في مواجهة المجموعات المسلحة التي سيطرت على أجزاء واسعة من سوريا. وفي السنوات الأخيرة، تزايدت الضغوط على طهران من جراء تصاعد الحملة العسكرية ضدها من قبل القوى الإقليمية والدولية، إضافة إلى الانتقادات الداخلية حول تكاليف الحرب على الاقتصاد الإيراني.
في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الإيرانية-السورية تطورًا متباينًا، لا يزال الدعم الروسي ثابتًا تجاه الأسد. فقد أرسلت موسكو، منذ بداية الحرب، قوات خاصة للمساعدة في مكافحة الفصائل المسلحة، بينما تحاول موسكو الحفاظ على علاقتها مع طهران وكذلك مع إسرائيل، حيث تجري مفاوضات مستمرة بشأن توزيع النفوذ في سوريا.
فيما تتواصل عمليات الهجوم والتصعيد في سوريا، تبدو إيران في مرحلة إعادة تقييم دعمها العسكري لنظام الأسد، في ظل غياب قواتها عن جبهات القتال المباشرة وتزايد الضغوط العسكرية والاقتصادية. وبينما تستمر روسيا في تقديم الدعم السياسي والعسكري للنظام السوري، يبقى مصير الأسد مجهولًا في ظل تراجع قدرة القوات الحكومية على الحفاظ على سيطرتها على الأراضي، في وقت يتسارع فيه تقدم الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا