Beirut
19°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
إيران ترد على مزاعم إخلاء سفارتها في دمشق
المصدر:
رصد موقع ليبانون ديبايت
|
السبت
07
كانون الأول
2024
-
11:02
أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا رسميًا اليوم السبت، ردًا على التقارير التي أفادت بإخلاء السفارة الإيرانية في دمشق، مؤكدة أن هذه المزاعم "لا أساس لها من الصحة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، في تصريح صحافي، إن "السفارة الإيرانية في دمشق تواصل عملها بشكل طبيعي، ولا صحة لمزاعم إخلائها".
وأكد بقائي أن السفارة "تواصل أداء مهامها المعتادة في متابعة القضايا الدبلوماسية"، مشددًا على أن "السفارة تعمل بشكل منسق مع السلطات السورية وضمن إطار علاقاتنا الثنائية القوية".
الرد الإيراني جاء في وقت حساس للغاية، حيث تزايدت التساؤلات حول سياسة إيران في سوريا في ضوء التصعيد العسكري الأخير الذي تشهده البلاد. فقد أعلنت مصادر إيرانية وإقليمية عن إجلاء بعض كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وعناصر من فيلق القدس، بالإضافة إلى موظفي السفارة الإيرانية وعائلاتهم، وذلك في خطوة غير معتادة قد تشير إلى تزايد القلق الإيراني من تطورات الوضع العسكري في سوريا.
وفقًا للتقارير، بدأت إيران في سحب بعض القيادات العسكرية من سوريا، وذلك بعد سيطرة فصائل مسلحة على العديد من المدن والمناطق الإستراتيجية في شمال وغرب ووسط سوريا، بما في ذلك درعا والسويداء. وكانت هذه السيطرة قد تمت في ظل تصاعد الهجمات التي نفذتها الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، ما تسبب في حالة من الفوضى وانعدام الأمن في مناطق واسعة من سوريا.
في وقت سابق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر في دمشق أن إيران بدأت عملية إجلاء لقادتها العسكريين عبر طائرات أقلتهم من سوريا إلى طهران، بينما غادر آخرون عبر العراق ولبنان.
ورغم هذا التحرك، أكدت مصادر إيرانية أن هذا الإجراء لا يعني تخلي طهران عن دعم دمشق، حيث صرح مسؤول إيراني رفيع المستوى أنه "من المرجح أن ترسل إيران مزيدًا من الصواريخ والطائرات المسيرة إلى سوريا لدعم الجيش السوري في مواجهة الفصائل المسلحة".
من جانب آخر، عبّر مسؤولون أميركيون عن قلقهم من تطورات الوضع في سوريا، مؤكدين أن "دمشق قد تواجه تهديدًا حقيقيًا في المستقبل القريب".
وأشار المسؤولون إلى أن إيران، التي كانت الحليف الأساسي للرئيس بشار الأسد خلال سنوات الحرب، قد تبدو الآن مترددة في تقديم المزيد من الدعم العسكري لسوريا. في هذا السياق، أشار مسؤول أميركي إلى أن "إيران كانت تعد أحد الداعمين الرئيسيين للأسد، لكن الوضع الحالي يعكس تراجعًا في الدعم العسكري الإيراني، مما يضعف استراتيجيتها في سوريا".
وفي تصريح لافت، قال المحلل الإيراني مهدي رحمتي: "إيران أدركت أنه لا يمكنها استمرارية التصعيد العسكري في سوريا في الوقت الحالي. يبدو أن طهران بدأت في تعديل استراتيجيتها في سوريا، حيث لم يعد خيار التصعيد العسكري مطروحًا على الطاولة". وأكد رحمتي أن إيران تبحث الآن عن حلول بديلة لدعم الأسد في مواجهة هذا التحدي العسكري الكبير.
في نفس الوقت، تواصل الفصائل المسلحة، التي تتمركز في إدلب والمناطق المجاورة، تقدمها بشكل ملحوظ. حيث تمكنت هذه الفصائل من السيطرة على مدينة حلب، ثم مدينة حماة، وبالأمس تمركزت في مناطق شمالي ريف حمص. كما تمكنت الفصائل من السيطرة على درعا والسويداء، ما دفع القوات الحكومية إلى إعادة تموضع استراتيجي في بعض المناطق.
وفي ظل هذا التصعيد، بدأت قوات الجيش السوري في تكثيف عملياتها العسكرية ضد الفصائل المسلحة في محاولة لاستعادة المدن التي فقدت السيطرة عليها، بما في ذلك درعا. ومع تقدم الفصائل المسلحة على عدة جبهات، يبدو أن إيران في مرحلة دراسة خيارات بديلة، حيث تعتزم إرسال مزيد من المستشارين العسكريين والعتاد العسكري، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ، إلى سوريا لدعم قوات الأسد في مواجهة التهديدات.
في تصريحات مثيرة للجدل خلال زيارته إلى بغداد، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن "من غير الممكن التنبؤ بمصير الأسد"، مما أثار تساؤلات حول مدى قدرة إيران على ضمان بقاء الأسد في السلطة في ظل هذه التحولات العسكرية على الأرض. كما أضاف عراقجي أن "المقاومة ستقوم بواجبها"، في إشارة إلى دعم الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، مثل حزب الله، الذي يعد أحد أبرز اللاعبين في المعركة السورية.
على الرغم من التقارير المتناقضة حول سحب بعض العناصر الإيرانية من سوريا، فإن العديد من المصادر تؤكد أن طهران ستواصل تعزيز دعمها العسكري في المنطقة عبر إرسال أسلحة متطورة مثل الصواريخ والطائرات المسيرة إلى القوات السورية، في محاولة لتغيير مجريات الحرب لصالحها. إلا أن التحديات العسكرية التي تواجه الجيش السوري على الأرض، خاصة في المناطق الجنوبية والشمالية، قد تفرض على إيران تعديل استراتيجيتها بشكل أكبر في المستقبل القريب.
منذ أسابيع، تصاعدت حدة المعارك في مختلف أنحاء سوريا، حيث تسارعت الهجمات من قبل الفصائل المسلحة، مما أدى إلى السيطرة على العديد من المدن الاستراتيجية. تشير تقارير حقوقية إلى مقتل أكثر من 800 شخص ونزوح نحو 300,000 مدني جراء القتال المستمر، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد. في ظل هذا التصعيد، يستمر الدعم الإيراني للأسد، لكن مع تغيرات تكتيكية قد تؤثر على الاستراتيجية العسكرية الإيرانية في سوريا.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا