Beirut
19°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
مفترق طرق في سوريا... حمص "نقطة فاصلة" في الصراع
المصدر:
سكاي نيوز عربية
|
السبت
07
كانون الأول
2024
-
9:41
في إطار التطورات المتسارعة في الصراع السوري، أصبح الحديث عن مدينة حمص محط أنظار جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة. بعد إعلان الفصائل المسلحة في سوريا اقترابها من المدينة الإستراتيجية، تصاعدت التساؤلات حول أبعاد هذا التقدم العسكري، وتأثيره على مستقبل الصراع.
فقد أفادت تقارير عديدة بأن الفصائل المسلحة التي تقودها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) قد وصلت إلى حدود مدينة حمص بعد السيطرة على البلدات المجاورة لها.
وقد أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في تصريح لــ "سكاي نيوز عربية" أن الجيش السوري قد انسحب من المدينة، وهو ما تم نفيه من قبل الجهات الرسمية السورية، التي أكدت أن قواتها جاهزة للتصدي لأي هجوم.
تعتبر حمص من المدن المفصلية في سوريا، ليس فقط من حيث موقعها الجغرافي بل أيضاً من حيث دورها الاستراتيجي في الصراع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات. تقع المدينة في مركز سوريا، مما يجعلها حلقة وصل بين دمشق والساحل السوري، وهو ما يضيف لها أهمية بالغة في أي حسابات عسكرية أو سياسية. فهي تبعد نحو 144 كيلومترا عن العاصمة دمشق، وحوالي 40 كيلومترا جنوب حماة، التي سقطت مؤخراً في يد الفصائل المسلحة.
في حال تمكنت الفصائل من السيطرة على حمص، فإن ذلك قد يعني الفصل التام بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية في العاصمة دمشق وساحلها، الذي يضم قواعد بحرية روسية في طرطوس وقاعدة جوية في حميميم. وهو ما سيسهم في إضعاف قبضة النظام السوري بشكل كبير، ويفتح المجال أمام تغيرات جذرية في مجريات الصراع.
وفقاً لتصريحات من معهد دراسة الحرب الأميركي، فإن تقدم الفصائل المسلحة من دون مقاومة فعلية في العديد من المناطق يساهم في تعزيز هذا الهجوم على المدينة، وهو ما قد يرفع من وتيرة النزاع في الأيام المقبلة. وتأتي هذه التطورات بعد سيطرة الفصائل على حلب، وهو ما اعتبرته بعض المصادر العسكرية انتصاراً مهماً في سبيل تحقيق أهدافهم في إضعاف النظام السوري.
وفيما يتعلق بالرد العسكري من جانب الجيش السوري، فقد أكدت المصادر الرسمية أن القوات السورية ماضية في تنفيذ عمليات عسكرية على جبهات عدة في ريف حمص الشمالي، وخاصة في مناطق الدار الكبيرة وتلبيسة والرستن، وهي مناطق تشهد معارك عنيفة منذ أشهر. وقال الجيش السوري في بيان رسمي أنه يواصل عمليات القصف الجوي باستخدام الطيران الحربي السوري والروسي، إلى جانب القوات المدرعة، بهدف سحق مقاتلي الفصائل.
إذا تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على حمص، سيكون ذلك بمثابة نقطة تحول كبيرة في الصراع السوري. المدينة هي نقطة عبور رئيسية على الطريق السريع إم 5 الذي يربط بين دمشق والساحل السوري، وهو ما يعني أن خسارة حمص من شأنها أن تعزل العاصمة عن الساحل، وتضعف النظام السوري في أحد أهم مناطقه الإستراتيجية.
من ناحية أخرى، فإن سقوط حمص سيشكل ضربة معنوية كبيرة لحكومة الرئيس بشار الأسد، التي اعتبرت هذه المدينة إحدى أبرز معاقلها منذ بداية الصراع. وقد يحفز ذلك المزيد من التحركات العسكرية من جانب الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، وربما يسهم في تعزيز الحركات المعارضة داخل دمشق نفسها.
التطورات في حمص لا تقتصر على الداخل السوري فقط، بل تؤثر بشكل كبير على الأمن الإقليمي. السيطرة على حمص ستؤثر حتماً على الوضع الأمني في لبنان والعراق، لاسيما في ظل تزايد النشاطات العسكرية لحزب الله في سوريا، ودعمه المستمر للنظام السوري.
إضافة إلى ذلك، فإن التدخلات العسكرية لدول أخرى، مثل روسيا وإيران، في الساحة السورية قد تأخذ بعداً جديداً في حال استمرت الفصائل المسلحة في تقدمها. في الوقت نفسه، من المرجح أن تشهد المنطقة مزيداً من الضغوط الدولية على الأطراف المعنية، خاصة في ضوء الضغوط الغربية التي تسعى لإيجاد حل سياسي في سوريا.
إن سيطرة الفصائل المسلحة على مدينة حمص، إن حدثت، ستكون نقطة فاصلة في تاريخ الصراع السوري. على الرغم من المحاولات المتعددة من قبل الجيش السوري للرد على هذا التقدم، فإن السيطرة على المدينة قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في التوازن العسكري والسياسي، وتفتح الباب أمام مزيد من التعقيدات في المشهد السوري والإقليمي.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا