في تصريح خاص لصحيفة "الديار" من قصر عين التينة، كشف رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن تطورات إيجابية في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مشيراً إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق تتجاوز نسبة 50%.

وأكد برّي أن هذا التفاؤل يعود إلى التأكيد الذي حصل عليه من المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، الذي أبلغه بأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد أعطى الضوء الأخضر لدفع المحادثات قدماً من أجل التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الأطراف الدولية إلى تهدئة الوضع، أعلنت إيران عن تهديدها بتنفيذ "الوعد الصادق 3"، في حين تستمر الولايات المتحدة الأميركية في مراقبة الوضع عن كثب قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع. وفي هذا السياق، أشار برّي إلى أن حزب الله قد دكّ المستوطنات الإسرائيلية بأكثر من 100 صاروخ خلال الـ24 ساعة الماضية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.

وأوضح برّي في حديثه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد عرقل المفاوضات ثلاث مرات في الماضي، رغم وجود فرص كبيرة حينها للتوصل إلى اتفاق. ورغم هذه العراقيل، فإن برّي أبدى تفاؤله بشأن الوضع الحالي، مشيراً إلى أن المفاوضات اليوم أكثر جدية بفضل الدعم الأميركي المباشر من الرئيس المنتخب ترامب، الذي أعطى توجيهاته للضغط باتجاه تحقيق وقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بالتفاصيل التقنية للمفاوضات، كشف برّي أنه تلقى مسودة اتفاق من السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، تحتوي على بنود محددة حول آليات تنفيذ وقف إطلاق النار. وأكد برّي أنه يدرس حالياً هذه المسودة، ومن المتوقع أن يرد عليها في غضون ثلاثة أيام.

وأضاف أنه سيعلن موقفه النهائي من هذه المسودة في بداية أو منتصف الأسبوع المقبل.

وفيما يخص الأسس التي ستُبنى عليها أي اتفاق مستقبلي، شدد برّي على أن لبنان لن يقبل بأي تعديل أو إضافة على القرار 1701، الذي يعتبره الإطار الوحيد الذي يمكن أن يُبنى عليه أي وقف للعدوان الإسرائيلي على لبنان.

وأكد برّي أن القرار 1701 يشكل مرجعية أساسية لضمان الأمن والاستقرار في لبنان.

على الصعيد الداخلي، أكد برّي أن أي تهدئة إقليمية قد تساهم في تحريك الملف الرئاسي، مشيراً إلى أنه فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، سيدعو إلى جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية. ودعا برّي الكتل النيابية إلى ضرورة الاتفاق على مرشح واحد، والتواصل بشكل جدي للخروج من الأزمة الرئاسية المستمرة.

وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول "حل نهائي" في الشرق الأوسط عبر توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، أشار برّي إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن هذه الاتفاقيات لم تحقق مصالح الدول الموقعة عليها. كما لفت إلى أن إسرائيل لم تحترم هذه الاتفاقيات أصلاً، موضحاً أن مصر على سبيل المثال ما زالت تعاني من انتهاكات إسرائيل لاتفاقية كامب ديفيد، وأبرزها السيطرة على معبر فلادلفيا.

وأكد برّي أن لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، مشدداً على تمسكه بالثوابت الوطنية وحقوق لبنان السيادية. وأضاف أن لبنان لن يتنازل عن حقوقه في أي محادثات أو مفاوضات، مهما كانت الضغوطات الدولية.