Beirut
15°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
العدوان في الفترة القاتلة
فادي عيد
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
السبت
02
تشرين الثاني
2024
-
6:54
ليبانون ديبايت - فادي عيد
إذا كان العدوان الإسرائيلي على لبنان قد انطلق بشكل موسّع في الفترة "القاتلة" أميركياً، فإنه من المحسوم أن لا تكون نهايته مترافقة مع نهايتها، فالمشهد واضح والأقوال لا تعبّر بالضرورة عن النوايا، فيما تبقى الأفعال شواهد على ما ينتظر لبنان، الذي ربط نفسه الآن بانتخابات رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأميركية، بينما يقارب وتحت العدوان، السنة الثالثة للفراغ الرئاسي.
وقد جاء سقوط مفاوضات الهدنة في لبنان أول من أمس، وفي غزة بالأمس، لإحباط محاولة الإدارة الأميركية والحزب الديمقراطي قبل أيام معدودة من الإنتخابات، بأن يُظهر لناخبيه أنه مهتم بوقف الحرب، عبر إرسال وفدٍ وليس فقط آموس هوكستين، للوقوف على الوضع ميدانياً، ما يؤكد أنه يملك تفويضاً كاملاً للضغط والوصول إلى نتيجة سريعة.
بالمقابل، تلاحظ مصادر ديبلوماسية، أن بنيامين نتنياهو الذي وضع أمامه خريطة شرق أوسط جديد، يبدأ التغيير بفرض شروط على لبنان باحتلال مقنّع من خلال شروطه التعجيزية لوقف النار، والتي علم الديبلوماسيان الأميركيان مُسبقاً برفض لبنان لها، على الرغم من التفاؤل المتسرّع لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والذي استلحقه بالأمس بالتوضيح الواقعي لما هو عليه واقع التفاوض، علماً أن التصعيد قد سبقه إلى ذلك.
وإذا كان صحيحاً أن المستوى العسكري في إسرائيل يرى أنه يجب الخروج من لبنان خلال أسبوع أو أسبوعين، في ضوء ما يُعتبر أنه "إنهاء للعملية البرية بعدما حقّقت أهدافها"، فإن الصواب، كما تراه المصادر الديبلوماسية، هو أن أهدافها لم تتحقق حتى لو استطاع إبادة الأماكن والمنازل في كل منطقة الليطاني، فإن صواريخ "حزب الله" لم تتوقف، بمعنى أن لا أمان لعودة المستوطنين.
وفي الوقت الذي يقول الخبراء إن السبب هو الخسائر التي يواجهها الجيش الإسرائيلي يومياً بعد إحصاء 900 جريح و 64 قتيلاً في منطقة الخيام، لكن "صرخة" الجيش لا تعني نتنياهو، الذي لا يكترث أيضاً بالإستنزاف، وقد يذهب إلى إقالة معارضيه في الحكومة، وبالتالي لا مجال لوقف إطلاق نار أو لهدنة.
لكن سبباً "لبنانياً" بحسب الخبراء المطلعين على مسار المواجهات، أدى إلى سقوط مباحثات الهدنة، فالحزب غيّب الحكومة ولم تفوّضها إدارته الجديدة البحث والنقاش في وقف النار، بينما كان من الممكن أن يكون ظهيراً الجهد العسكري ظهيراً للجهد الديبلوماسي الذي تقوم به الحكومة اللبنانية، خصوصاً وأن الحزب لم يتمكن من تأمين إحاطة عربية، وحتى لبنانية وعالمية، ليستطيع استثمار النصر الذي يمكن أن يحققه بالميدان، وذلك للضغط على إسرائيل لوقف أو قبول وقف إطلاق نار أو تنفيذ القرار1701 ، حيث كان من المفيد لو سلّم الحزب أوراقه للحكومة لتعمل خارجياً فيما يدعمها على الأرض وفي الميدان.
وبالعودة إلى طبيعة وشكل المفاوضات على الجبهة اللبنانية، فهي تستنسخ تجربة غزة، وهذا ما يشكل السبب الرابع لسقوط أي مسعى تفاوضي خلال الفترة السابقة كما خلال الأسابيع المقبلة التي ستسبق التغيير في البيت الأبيض واستلام الرئيس الجديد للسلطة. فقد دأب نتنياهو خلال سنة وشهر على إفشال كل جولات التفاوض، لا بل أن أعضاء الوفود التي يشكلها يعمدون إلى الإستقالة لأنه بعد أن يفوّضهم، يسحب منهم التفويض، ما يضعنا أمام شخص معجب بنظرية غيورا آيلند، هذا الضابط الشهير، التي تقول بتهديم شمال غزة والإستيطان فيها ونصحه سابقاً بتدمير لبنان حتى يخضع لشروطه بدلاً من القتال والخسارة، ولذلك يتجرأ نتنياهو على بعلبك والهرمل وصور والنبطية ليكرر نموذج غزة كما حذّر بالأمس الرئيس نبيه بري.
وإذا كان العدوان مستمراً، وما من حراك خارجي جاهز أو قادر على ردع إجرام نتنياهو، فلماذا سيوافق أو يخضع لوقف إطلاق النار، بالأمس أو اليوم أو غداً، فهو لن يفاوض إلاّ تحت النار والحزب لن يفاوض إلاّ بعد وقف النار، وفي هذه الأثناء لبنان يتعرض للتدمير الممنهج والقاتل.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا