كشفت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية أن وتيرة فرار الأموال من بنوك إسرائيل إلى مؤسسات أجنبية قد تضاعفت بين أيار وتموز الماضيين، مع استعداد المستثمرين لسيناريوهات كارثية قد تنشأ إذا وصلت الحرب إلى مدينتي تل أبيب والقدس المحتلة. وفقًا للتقرير، يشهد الاقتصاد الإسرائيلي تراجعًا ملحوظًا، إذ بات المستثمرون غير واثقين من قدرة البلاد على التعافي، مع تقلبات كبيرة في سعر الشيكل وهروب رأس المال من البنوك الإسرائيلية.

أشارت الصحيفة إلى أن أكبر ثلاثة بنوك إسرائيلية سجلت زيادة كبيرة في عدد العملاء الذين يطلبون تحويل مدخراتهم إلى الخارج أو ربطها بالدولار. يعكس هذا الوضع حالة القلق المتزايدة بين المستثمرين من تفاقم الأزمة. ووفقًا للبيانات، بلغت التدفقات الخارجة من البنوك الإسرائيلية نحو ملياري دولار في فترة أيار وتموز، وهو ضعف ما تم تسجيله في نفس الفترة من العام السابق.

إلى جانب ذلك، يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من تباطؤ في النمو. حيث بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي بين نيسان وحزيران 0.7% فقط على أساس سنوي، وهو أقل بنحو 5.2 نقاط مئوية عن توقعات خبراء الاقتصاد، مما يعكس تأثير الحرب المستمرة على اقتصاد البلاد. هذا التباطؤ دفع وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى طلب زيادة طارئة في العجز في أيلول، وهذه هي المرة الثانية التي يطلب فيها هذا النوع من التدخل المالي خلال عام 2024.

تفاقمت المخاوف الاقتصادية مع شن إسرائيل غارات جوية على الحدود اللبنانية في أيلول، أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص. تزامنت هذه الغارات مع انفجارات أجهزة الاتصال التي يستخدمها حزب الله، والتي أدت إلى مقتل 39 شخصًا، وسط استمرار الهجمات الصاروخية من الحزب على المستوطنات الإسرائيلية.

مع استمرار المواجهات وتصاعد الإنفاق العسكري، توقعت الصحيفة أن يصل العجز المالي لإسرائيل إلى 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، وهو ما يقارب ثلاثة أضعاف التوقعات قبل الحرب. وعلى الرغم من أن الدين العام الإسرائيلي بلغ 62% من الناتج المحلي الإجمالي في كانون الثاني الماضي، وهو أقل من المتوسط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلا أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى تدهور الوضع المالي بشكل أكبر.

الصحيفة اختتمت تقريرها بتحذير من أن "السيناريو الكابوسي" المتمثل في انتشار الحرب إلى تل أبيب والقدس قد يؤدي إلى هروب أكبر للمستثمرين وانهيار البنوك والشيكل، مما سيزيد من التحديات الاقتصادية التي تواجه إسرائيل في المستقبل القريب.