Beirut
24°
|
Homepage
المقاومة تنتقل إلى "الخطة باء"
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 25 أيلول 2024 - 7:11

"ليبانون ديبايت" -عبدالله قمح

عنوان الحرب الحالية هو التهجير. تقوم المعادلة الإسرائيلية على التالي: تهجير سكان جنوب لبنان، مقابل بقاء مستوطني الجليل (أي المستعمرات الشمالية) مهجرين، وربط عودتهم بعودة الجنوبيين. هذا يعني أننا أمام مرحلة دقيقة قد لا تكون قصيرة في ضوء إصرار المقاومة على التعاطي بنفس المضامين والأسلوب مع العدو إنما وفق إطار أكثر اتساعاً.

بلغت تل أبيب مرحلة الإقرار برفض المقاومة قبول إجراء أي نوع من الترتيبات على الحدود وصولاً إلى فكّ الإرتباط مع قطاع غزة، وأيقنت أن المقاومة ليست في وارد الموافقة على إعادة المستوطنين إلى الشمال بالطرق الدبلوماسية أو ضمن تسوية معينة متى أن الحرب مستمرة في قطاع غزة، وبعدما فرغت الوساطة الأميركية بعد 11 محاولة من أي أفكار أو مضامين. واتضح أن الضغط العسكري في بعده الأمني (أي الإغتيالات) لن يؤدي إلى نتائج ملموسة من الممكن استثمارها بفرض ترتيبات على المقاومة، وإن الحزب ماضٍ في تطبيق استراتيجيته المعتمدة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، أي إخلاء المستوطنات وجعلها ورقة للتفاوض من شأنها وقف الحرب على قطاع غزة. لذلك، كان القرار على مستوى القيادة الإسرائيلية بأن يتمّ إبلاغ المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين خلال زيارته الأخيرة بأن إمكانية الحل الدبوماسي قد انتهت.


ليس سراً أن واشنطن أرسلت أكثر من رسالة إلى بيروت بعد انتهاء زيارة هوكشتين إلى تل أبيب وبعد التصعيد الإسرائيلي الأخير، مفادها أن مؤسسة الحرب في تل أبيب قرّرت تحقيق أهدافها من خلال الحرب، وإن الوساطات الدبلوماسية سوف تتوقف حالياً، لكنها قد تعود لاحقاً وهذا مرتبط بمدى تحقيق العدو نقاطاً من جراء التصعيد الحالي، يمكن استثمارها في فرض الشروط.

ضغط تحت النار
ومع بدء العدو تنفيذ ضربات في الضاحية (تفجير أجهزة الإتصال واغتيال خلية قيادة الرضوان ثم توسيع نطاق القصف جنوباً)، نشطت دول معينة في ممارسة ضغوطات على المقاومة هدفها القبول بالورقة الأخيرة التي حملها هوكشتين وتطلب انسحاب الحزب من جنوب الليطاني وفصل المسارات مع قطاع غزة كمدخل لوقف العدوان الإسرائيلي. لكن هذا المطلب جرى التعامل معه بتجاهل. وقد أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري من جانب قيادة المقاومة بأن الوقت الآن لم يعد للدبلوماسية، وقد خففت الأخيرة من المناقشات الدبلوماسية، رغم أن الرسائل ما تزال تهطل على بيروت وبعضها يبحث في مدى إمكانية التوصل إلى حل تحت الضرب!

قبل ذلك، فُهم من خلال أداء المقاومة رداً على الجرائم التي ارتكبت في الضاحية وسواها، أنها في وارد توسيع شعاع المهجرين من شمال فلسطين المحتلة. الموضوع لا يقتصر على فرض الإقامة عليهم في الملاجئ إنما الخروج من المنطقة ككل.

المقاومة تبدل التكتيكات
المقاومة في مكانٍ آخر إذاً. يوم أمس أعلنت الدخول رسمياً في الحرب، بطريقة مختلفة عما هو سائد منذ الثامن من تشرين الأول الماضي. أعلنت صراحة من خلال بيان عبر "الإعلام الحربي" أنها تقاتل دفاعاً عن لبنان وشعبه، وهذا تجسيد واضح يؤكد عدم التقيد بإطار "الإسناد" والتوجّه إلى رحاب عسكري أوسع.

عملياً كانت المقاومة تتحضر للوصول إلى هذه النقطة منذ فترة، وثمة من يأخذ عليها أنها لم تكن المبادرة في الإنتقال إلى هذه الدرجة من الحرب إنما التلويح بها. هناك وجهة نظر مقابلة تتحدث عن أن المقاومة كانت تعلم مدى احتمالات التوسع في الحرب بالنسبة إلى العدو، خصوصاً وأن الأمين العام السيد حسن نصرالله خلال خطابه الأخير، أعلن تحدي الإدارة الأسرائيلية على الملأ بشأن إعادة المستوطنين. لكنها لم ترد أن تكون المبادرة في توسيع نطاق الحرب كي لا تكون المسؤولة عن التوسيع، من جهة، ولأنها تعلم بخطط بنيامين نتنياهو أو أنها لا تريد السقوط في أجندة إسرائيلية من جهة أخرى.

من جهة ثانية صحيح أن الضربات الكثيفة التي وجهتها إسرائيل إلى المقاومة خلال اليومين الماضيين نجحت في تحقيق إصابات، لكنها لم تؤد إلى شلّ قدرة المقاومة، وهذا كان محل جدل حتى في تل أبيب مع إعلان أركان الجيش هناك أنهم استطاعوا إخراج نحو 50% من قدرة "حزب الله" الصاروخية عن العمل.
لإثبات ذلك، أعلنت المقاومة أنها ارتقت في العمليات، وأدخلت صنوفاً ونطاقات جغرافية إضافية. ويُفهم لدى العدو قبل الصديق، أن المقاومة تتدرج في الذهاب إلى القتال ولا تحرق المراحل.

ثمة فرضية تتحدث دائماً عن سر هدوء الحزب في التعاطي مع الحرب، أو سماحه للعدو أن يبلغ درجة كبيرة من قصفه واستنزافه فيما المقاومة ما تزال تعتمد الطرق التقليدية في القصف. من وجهة نظر علمية، هذا يرتبط بتكتيكات تعمل المقاومة وفقها، وأيضاً بظروف ميدانية تفرض عليها نوعاً محدداً من النشاط، بحيث لا تقدر مثلاً أن تمارس أريحية في عمليات القصف بما قد يُبقي منصاتها عرضة للإستهداف.

إطباق عسكري وإعلامي
عمليات القصف التي مارستها إسرائيل خلال الأيام الماضية لها مهمة أساسية. فإلى جانب إخراج قدرة المقاومة على المناورة الصاروخية أو هكذا يظنون، يريدون فرض إيقاع معين على بيئة المقاومة. يفهم من الضغط على أنه محاولة للإطباق العسكري والإعلامي على البيئة وصولاً لإصابتها بالشلل من خلال الضربات الكثيفة، وإخراج هذه البيئة من دائرة التفكير، ودفعها إلى التحرك وفق ما تمليه الحركة الإسرائيلية. قد تكون تل أبيب نجحت في ذلك أو اعتمدته لتفريغ الجنوب من أهله، لكنه على المدى البعيد أمر محدود الصلاحية بحيث أن هذه البيئة عندما تستقر وتخرج من الصدمة لن تكون خارج عباءة المقاومة، بالإضافة إلى أن المقاومة عملياً، تفضل العمل ضمن بيئة مريحة نسبياً أي أن تكون خالية من المدنيين.

بالنسبة إلى الضربات، فهي لم تؤد إلى إفقاد المقاومة التوازن، بحيث بقيت منظومة التواصل بين القيادة والقاعدة مضبوطة ولم تفقد المقاومة قدرة السيطرة والتحكم. أحد أهمّ الأدلة على ذلك أنها ما تزال تطلق الصواريخ بطريقة تصل إلى أهدافها وبعمق معقول بلغ حوالي 60 كيلومتراً، وجعل الشعاع المستهدف موازٍ بالنسبة للجغرافية، للشعاع الذي تقصفه إسرائيل، مع الأخذ في الإعتبار درجة القصف والقدرة التدميرية، بحيث أبقت النشاط محصوراً في ما هو قبل مدينة صيدا لبنانياً وقبل مدينة حيفا إسرائيلياً.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"هزّاتٌ أرضية غير عادية"... صواريخ "شارون" الزلزالية تضرب لبنان 9 "قطع الطريق بشكل كلي"... هجومٌ عنيفٌ على النبطية (فيديو) 5 "ساعتان للإخلاء"... ما حقيقة المناشير فوق الكحالة؟ 1
"لمرة واحدة"... قرارٌ "استثنائي" من مصرف لبنان! 10 "ممرضة تتعامل مع إسرائيل"... توضيحٌ من المستشفى! 6 "نصرالله يصنع التاريخ هذا الصباح"... تعرفوا على "قادر1"! 2
وزارة التربية تعلن مصير العام الدراسي 2024/2025! 11 غارةٌ إسرائيلية تستهدف "كسروان" (فيديو) 7 إليكم هوية المستهدف بغارة المعيصرة 3
بالفيديو: الجيش الاسرائيلي يوثّق استهداف الضاحية اليوم! 12 حصيلةٌ أولية لغارة "الشوف" 8 المقاومة تنتقل إلى "الخطة باء" 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر