أكّد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، أنّ "لبنان يخوص مواجهةً دفاعاً عن كل ما هو إنساني في هذه الدنيا ضد أعداء الإنسانية"، مشيرًا إلى أنّ "المشهد يتطابق تماماً مع طبيعة ومضمون السياسات الإسرائيلية، مما يستدعي منا، انطلاقاً من مبادئنا الوطنية، مواجهة هذا التحدي".

وأضاف في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك"، "التجارب علمتنا، إضافة إلى ما تعرض له أهالي غزة من مآسٍ، دروساً قيّمة تؤكد ضرورة عدم الاعتماد على الآخرين في هذه الدنيا، فعلى سبيل المثال، مجلس الأمن، وبعد مجزرة الـ"بيجر"، رفض تضمين بيانه عبارة تعبر عن "عدم قبول" هذا الفعل، مما يعكس عجزه عن القيام بالحد الأدنى من الواجب الأخلاقي والإنساني، ويجعل من بيانه الإعلامي غير ذي جدوى".

ولفت إلى أنّ، "ما حدث أسقط جميع المنظومات الدولية والشرائع الإنسانية، مما أثّر على مصداقيتها وفعاليتها، وطرح تحدياً كبيراً أمام الإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

وأشار المرتضى إلى أنّ "صحيفة "يديعوت أحرونوت" أفادت بأن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر للعمليات العسكرية الإسرائيلية العدوانية ضد لبنان والمدنيين فيه".

وقال: "لم نشهد حتى الآن موقفاً واضحاً ومباشراً من الجهات المختصة ينفي هذا الخبر"، وتابع، "نحن نعتقد أن الولايات المتحدة، إذا أرادت، يمكنها أن توقف هذه الجرائم".

وشدّد المرتضى، على أنّ "إسرائيل تتجاوز جميع القيود، مما يجعلنا نتوقع منها كل ما هو سيء، بما في ذلك استهداف المدارس وحافلات نقل الطلاب وهناك نازحون من المناطق الجنوبية، وبعض المدارس، خاصة الرسمية، تعمل كمراكز إيواء ما يستدعي من وزير التربية اتخاذ قرار بتعليق التعليم".

وأوضح المرتضى أنّ "مشكلة إسرائيل مع لبنان، وفقاً للفكر السياسي الإسرائيلي، تكمن في أنّ لبنان هو النموذج النقيض لهذا الكيان المزروع في منطقتنا، وبالتالي، تستهدف لبنان بكل ما يمتلكه من مقدرات، ولا نستبعد أن يقوم الإسرائيليون بأي عمل يعبر عن حقدهم".

ونوّه المرتضى بعمل وزارة الصحة، معتبرًا أنّ "ما حققته وزارة الصحة في الآونة الأخيرة من نجاح في متابعة المصابين هو نتيجة للإرادة اللبنانية القوية على الاستمرار في الحياة، إنهم يعملون في ظروف صعبة، وعلى كل المعنيين بهذه المواجهة أن يصمدوا ويعملوا على تغيير هذا الواقع المؤلم".