Beirut
14°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
مصيرُ "حماس" بين أيدي الضاحية الجنوبية وطهران
المحرر السياسي
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
02
آب
2024
-
15:56
"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي
تسارعت الاحداث في منطقة الشرق الأوسط بالأيام الأخيرة عقب تصعيد الجيش الإسرائيلي لضرباته من ميناء الحديدة في اليمن إلى الضاحية الجنوبية لبيروت والعاصمة الإيرانية، طهران.
وبدا أن إسرائيل تمكنت من خلال ضرباتها الأخيرة، من تحقيق تفوق تكتيكي ومعنوي كبير بخضم المواجهات الجارية في قطاع غزة وجنوب لبنان.
ومع استهداف رئيس حركة "حماس" في الخارج اسماعيل هنية والقائد العسكري الكبير ب"حزب الله" فؤاد شكر بعمق الضاحية الجنوبية، بدأت التساؤلات حول مستوى الرد الذي سيقوم به محور "المقاومة" خصوصا أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وضع استهداف قائد "حماس" في طهران بمثابة المسّ بشرف وهيبة الجمهورية الإسلامية، كما تعهد بالرد على اغتيال قائده العسكري.
وبغض النظر حول أهمية الرد بالنسبة إلى إيران وحلفائها، فإن أمراً آخر يجب التوقف عنده، وهو يرتبط بشكل مباشر بالرد وحجمه، ويتمثل بالقدرة القتالية ل"حماس" في قطاع غزة التي انخفضت وتيرتها بشكل كبير ولا يمكن حتى مقارنتها بما كانت عليه يوم الثامن من أكتوبر أو حتى منذ بضعة أشهر. فالحركة تعاني على مختلف الصعد، من القيادة البشرية وصولاً إلى القدرة اللوجيستية والتسليحية المطلوبة من ناحية نقص الذخائر حتى تلك التي تستخدم للأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
قبل حوالي أسبوعين من الآن، خرجت أصوات مؤيدة ل"حماس" ومتابعة لما يجري في قطاع غزة، تحذر فعلياً من أن قدرة الحركة على إرباك الجيش الإسرائيلي وصلت إلى مستويات متدنية بفعل النقص الحاد في التموين العسكري بسبب الحصار المطبق والمفروض من يوم السابع من أكتوبر، فالحركة وحلفاؤها تمسكوا بالإنطباع التقليدي القائم على التشكيك بقدرة الجيش الإسرائيلي على القتال لفترة طويلة ولأكثر من شهرين، والإعتقاد بأن الدول العربية ستُرغم على دعم الحركة ولو دبلوماسياً وسياسياً بفعل تحرك الرأي العام لشعوب هذه الدول بعد مشاهدته للعملية الضخمة التي أعدتها ونفذتها يوم السابع من أكتوبر.
ولكن ما لم يتوقعه قادة "حماس" أن الحكومات العربية توصلت إلى قناعة في الساعات التي تلت الهجوم، بأن خروج الحركة منتصرةً بهذا الشكل يعني تزعزع الأنظمة من المغرب العربي حتى الخليج لصالح جماعة الإخوان المسلمين وعودة الأخيرة للإمساك بالساحات في الدول العربية.
على صعيد القيادة والسيطرة، فالأمور أكثر حرجاً بالنسبة لحركة "حماس"، ولا يصحّ القول هنا إن هذه الحركات لا تقف عند فقدان شخص في مركز حساس لأن البديل يكون حاضراً، والإستعانة بأمثلة كاغتيال مؤسسها أحمد ياسين، وبعده عبد العزيز الرنتيسي والعديد من قياداتها على مرّ السنوات، لأن ما يحدث ل"حماس" حالياً والنزيف الحاصل على مستوى قيادات الصف الأول والثاني وحتى الثالث، لا يمكن تعويضه بسهولة، فمنذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 خسرت الحركة عدداً كبيراً من قياداتها -بصرف النظر عن تأكيد إسرائيل مقتل محمد الضيف ومروان عيسى - أثناء الأشهر التسع الماضية لعلّ أبرزهم: أحمد الغندور، وأيمن صيام، وأيمن نوفل، وفائق المبحوح، وأسامة المزيني، ومراد أبو مراد، وعلي القاضي، ورأفت سليمان، ووائل رجب، وعصام أبو ركبة وبلال القدرة، وفي الخارج، صالح العاروري، وسمير فندي، وعزام الأقرع وآخرين.
خسارة "حماس" لقيادة الصف الأول والثاني، تشبه الى حد بعيد ما حدث لحركة "أحرار الشام" في سوريا، فالحركة كانت تعد من أبرز الجماعات المناهضة للنظام السوري، ووصل عديد مقاتليها إلى حوالي 25 الفاً يتوزعون بين الشمال السوري والجنوب والشرق، وكانت تعدّ من أبرز الجماعات تنظيماً وتأطيراً حتى مطلع شهر أيلول 2014 عندما تمّ استهداف اجتماع لقادة الحركة في منطقة رام حمدان بريف إدلب وأدى الى مقتل عدد كبير من قياداتها، ومعه أُسدل الستار على نشاط هذه الحركة التي تفرّق عناصرها وما تبقى من مسؤوليها بين مجموعات انضمت إلى جبهة "النصرة"، وأخرى غادرت إلى تركيا.
وبالتالي يمكن القول إن مصير "حماس" اليوم مرهون بمستوى الرد، فإذا أرادت إيران والفصائل المنضوية تحت لوائها إنعاش "حماس" ولو قليلاً في قطاع غزة، سيبلغ التصعيد ذروته في المنطقة أملاً في الوصول إلى تسوية تحفظ وجود الحركة وما تبقّى من أجنحتها ولو كشريك بسيط لا كحاكم أوحد لقطاع غزة. أمّا إذا كان الرد مشابهاً لما حدث في نيسان الماضي، فستمضي "حماس" في طريق أحرار الشام، ومعها سينجح بنيامين نتنياهو في القول، إنه تمكن من فرض الأمن والأمان لمواطني دولته لعشرات الأعوام جنوباً، وبعدها ستشخص الأعين نحو الشمال.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا