"ليبانون ديبايت"

وصل اليوم وزراء الخارجية والدفاع البريطانيان، بعد أن كان رئيس حكومة تصريف الأعمال تبلّغ بزيارة وزير الخارجية أثناء إفتتاح الأولمبياد من رئيس الحكومة البريطاني، ولكن المفاجئ كان إنضمام وزير الدفاع إلى هذه الزيارة أيضا وهذه من المرّات النادرة التي يحضر فيها وزيران بهذه الأهمية في زيارة مشتركة.

وإذ تلفت مصادر مطّلعة عبر "ليباونون ديبايت", إلى أهمية هذه الزيارة رغم أن الموعد كان محدداً بعد حادثة مجل شمس لكن قبل الضربة على الضاحية الجنوبية، وتعتبر أن توقيتها غريب لذلك لا تستبعد احتمال أن يكون لدى البريطانيين علم مسبق بالضربة، نظراً لقوة المخابرات لديهم وثقة الأميركيين فالعلاقة بينهما مميزة جدا وكذلك مع الإسرائيليين لذا يمكننا أن نتوقع أنهم كانوا على علم بها لذلك كان توقيت زيارتهم كان بعد الضربة.

وتوضح أن زيارة وزير الخارجية تعني مناقشة مفاوضات سياسية وإختصاصه بالموضوع السياسي والرؤية السياسية للوضع في الجنوب وجاء من أجل هذا الموضوع بالتحديد.

أما وزير الدفاع فتلفت المصادر إلى أن إختصاصه يتعلّق بالتفاصيل العملانية، وعلى الأرجح هنا أن الوزيرين قدما إلى لبنان من أجل طرح تفاصيل لها علاقة بالقرار 1701 إن كان لجهة البنود السياسية التفاوضية أو التفاصيل العملانية على الأرض.

ولذلك تتوقّع المصادر أن تكون الزيارة من أجل تسوية تخصّ الجنوب وعرض السير بها بما ينهي الموضوع الحربي في لبنان، وبالتأكيد هما يحملان معهما ورقة عمل في هذا الموضوع سيضعونها عند الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.

وتذكّر المصادر بما تضمّنه الإتفاق الذي طرحه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين حيث أدرجت فيه بنود تتعلّق بنصب أدراج مراقبة كالتي وضعها البريطانيين على الحدود اللبنانية السورية، أي إقامة أبراج مراقبة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لكن حينها اعترض حزب الله، لا سيّما بعد أن أشاع السوريون معلومات بطلب من حزب الله أن هذه الابراج هي التي تتجسس وتتسبب بعمليات الاغتيال على طريق دمشق وفي داخلها.

وترى المصادر أن الوزيرين سيعاودون اليوم طرح شيء جديد يتعلّق بهذا الموضوع، والوضع اليوم حربي غير ما كان عليه منذ حوالي 4 أشهر لذا لا نعلم جواب حزب الله, لكن لم يعد بإمكانه أن يكون كذلك فالمسألة ليست سهلة وشاهدنا ما حصل منذ يومين، ودائما التسويات تأتي من النار لذا ربما يحاولون إستغلال الوضع الناري اليوم من أجل الخروج من هذه النار, لا سيمّا أن كافة الاطراف محشورة.