Beirut
30°
|
Homepage
كذبة نتنياهو والتصفيق المبرمج... والحرب التهويلية
فادي عيد | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 27 تموز 2024 - 6:58

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

على وقع التصفيق "الفارغ" من أي مضمون والمبرمج من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية لطمأنة بنيامين نتنياهو، كان المستوى العسكري الإسرائيلي يحشد، إعلامياً ونفسياً، لرفع منسوب التهويل على الجبهة الجنوبية، وإن كان يدرك، كما نتنياهو نفسه، بأن تهيئة الجيش لأي حرب تستلزم أشهراً وليس أسابيع.

فنتنياهو قد استبق واشنطن والرئيس جو بايدن، الذي خرج من دائرة القرار، من أجل توجيه رسالة باتجاه الداخل الأميركي، كما المنطقة الشرق أوسطية، وتحديداً إيران، بأن الحرب آتية لا محالة، وذلك بمعزل عن هدنة غزة التي ما زال يراوح بشأن الإلتزام بالبحث الجدي في إرسائها، حتى يبدو اجتماع روما المتوقع غداً، لا يعدو كونه محطة جديدة للمراوغة بعيداً عن أي تطوّر نحو بدء البحث بالصفقة التي ستنهي الحرب، ولو لبضعة أسابيع، وتطلق مساراً ديبلوماسياً للمرحلة التالية في غزة.


وقد رسم نتنياهو بنك أهدافه في غزة فدمّرها، إلا أنه ما زال يعمل في جنوب لبنان لاستكمال مخطّط الإغتيالات والتدمير الممنهج، بعيداً عن أي توجّه نحو البحث في أي تهدئة أو هدنة ربطاً بما يتم الإعداد له في قطاع غزة.

وعلى الرغم من أنه تحدّث أمام الذين صفّقوا له لعشرات المرات، وحتى من دون أن يدلي بأي موقف ذات طبيعة تقريرية، عن وضع الجبهة الجنوبية والمفاوضات التي تجري برعاية أميركية، فإن نتنياهو يدرك بأن أي حركة له على الساحة اللبنانية، لن تمرّ من دون ارتدادات في عدة اتجاهات، وتحديداً باتجاه العاصمة الأميركية، حيث يبدو واضحاً أن الحزبين المتنافسين على رئاسة الجمهورية، ينظران إلى حربه في غزة بنظرة خالية من الرضى، على الأقل من الناحية المبدئية.

وما بعد خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، لم يكن كما قبله، فرئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يزور واشنطن من دون دعوة رسمية، بقي ينتظر لمدة 48 ساعة قبل أن يلتقيه الرئيس بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، اللذين اطلعا على خطابه أمام الكونغرس قبل أن يلتزما معه بأي موقف.

ومن هنا، فإن أصداء التصفيق المصطنع في الكونغرس الأميركي لم تكن مشجعة، لأن الضوء الأحمر من قبل الإدارة الحالية، وحتى المقبلة، في حال فاز ترامب برئاسة الجمهورية، ما زال قائماً أمام نتنياهو، خصوصاً في أي حرب يعتزم القيام بها خارج حدود غزة، وبشكل خاص في جنوب لبنان، فكلام المرشحة الرئاسية المدعومة بقوة من الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، تحدّثت بما لا يرضي نتنياهو عندما قالت أنه يجب أن تنتهي الحرب في غزة، وأن الأوان قد حان لتوقف إسرائيل هذه الحرب، ويوقّع نتنياهو صفقة مع حركة "حماس".

وبالتالي، فإن كذبة نتنياهو في الكونغرس بأن العملية العسكرية ضد رفح لم تتسبّب بسقوط أي مدني، لم تمرّ على الإدارة الأميركية، وإن كان النواب صفّقوا بحرارة لها، وهو ما يقلِّل من حماس وتصميم نتنياهو على الإنتقال بعد التهدئة في غزة إلى جنوب لبنان، وينبئ بأن المعركة ستكون في الوقت الحالي نفسية وتهويلية، وليس أكثر، على الرغم من هدير المقاتلات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية وخرقها لجدار الصوت مرات عدة يومياً.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
سفارة إرهابية داخل مديرية الأمن الداخلي وضباط لبنانيون برتبة "أمراء": اتهام خطير للواء عثمان! 9 "عدم الاقتراب"... طلبٌ من "قوى الأمن" إلى المواطنين! 5 باسيل ضيف الشاغوري في موناكو! 1
"الوجع ما بقى ينحمل"... رسالة تستدعي التحرك سريعًا وإلّا! 10 مخطط "نهب" بملايين الدولارات 6 عصابات تسعى لإغتيال رياض سلامة.. مصطفى علوش يكشف تفاصيل الصفقة الأضخم والرعب القادم! 2
بالفيديو والصور: جرحى إثر اصطدام بين شاحنة وباص يقلُّ عسكريين 11 لبناني يفقد حياته في غانا 7 قائد جديد للجيش بين بري وباسيل؟ 3
"تخوّف من إغتيال قيادات لبنانيّة"! 12 بعد أن فضح علاقتهما الغرامية... تركية تطلق النار على رجل بمقهى (فيديو) 8 "بلبلة وأزمة حادّة"... نقيب المحامين يتمرّد على مجلس النقابة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر