"ليبانون ديبايت"

لم يتغيّر المشهد في غزة منذ بداية طوفان الأقصى، حيث تستمر الحرب بوتيرة مرتفعة حاصدة المزيد من الغزاويين، ولكن المستجد اليوم هو زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة وما يمكن أن تحمله على صعيد الجبهة لا سيّما بعد تنحي الرئيس الأميركي جو بايدن عن السباق الرئاسي.

ويلفت المسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان وليد كيلاني، في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أنّ "بنيامين نتنياهو يذهب إلى أميركا وهو خالي الوفاض حيث لا يحمل معه أي شيء جديد، كما أنه يحمل فشلاً نتيجة عدم تحقيقه أي هدف من أهداف الحرب، ويحيط به في هذه الرحلة غضب كبير من أهالي الأسرى الذي كانوا متواجدين في المطار وينتظرونه من أجل معارضتهم سفره إلى نيويورك قبل إتمام صفقة التبادل".

ويؤكد أن "هناك العديد من أهالي الأسرى الذين رفضوا مرافقته إلى الكونغرس من أجل أن يستميل ويستعطف بعض الأعضاء أو مقررات الكونغرس تجاه ما يحصل في فلسطين، وأما الذين ذهبوا معه فهم ذهبوا معه على أساس معارضة كلامه أمام الكونغرس وسيعلنون موافقتهم على إتمام الصفقة".

ووسط "هذه الأجواء الحالية والتي تسيطر على المشهد, يوضح كيلاني أنه "حتى هذه اللحظة ليس هناك أي تقدم واضح في مسار المفاوضات، على الرغم من إستمرار الإتصالات و لا زلنا ندور في حلقة مفرغة".

وعن تأثير إنسحاب بايدن، يشير كيلاني إلى أنه "ليس لها أي علاقة، فنحن منذ 18 يوما قدمنا عرضا ومقترحات عبر الوسطاء ولكن حتى هذه اللحظة لم نسمع الرد الإسرائيلي، لا سلبا ولا إيجابا، ففي حال كان الرد إيجابياً قد نصل إلى إتفاق، لكننا بتنا على قناعة أن الجانب الإسرائيلي وبخاصة نتنياهو لا يريد أن يصل إلى إتفاق يقضي بوقف إطلاق النار ذلك على خلفية رغباته ومصالحه الشخصية، فهو على يقين بأنه في حال وقع على أي إتفاق ستتم محاكمته ومن ثم مصيره السجن".

من هنا، يرى كيلاني أن "نتنياهو يحاول المرواغة والمماطلة من أجل الحصول على وقت إضافي ولربما يحقق أهداف هذه الحرب"، مشيرا هنا إلى "ما أشيع من جديد عن قتل أحد رجالات المقاومة ومنذ فترة أعلنوا أنهم قتلوا القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، إلا أنهم من بعد ذلك لم يؤكدوا هذا الخبر، وبالأمس سمعنا عبر القناة الـ14 الإسرائيلية والتي تنقل كلام المستوطنين المتطرفين تؤكد ذلك".

ويضع كيلاني كل هذه "الإشاعات في إطار, الدعاية الإسرائيلية للإدعاء بأنهم أنجزوا وحققوا إنجازات على الأرض"، لذا يعتبر "كلام القناة الإسرائيلية هو لدعم موقف نتنياهو، وزيارته إلى الكونغرس".

ويؤكد كيلاني بأن "جميع هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب سياسة نتنياهو وعدم وجود إرادة سياسية حيال ما يحصل أوحيال التوصل إلى إتفاق".

وعن إمكانية التبدُّل بالموقف الأميركي بعد ترشيح نائبة الرئيس كمارا هاريس، يوضح كيلاني بأن "أميركا لا تقوم على الأشخاص"، إلا أنه يرجح أنه في "حال وصل دونالد ترامب فسياسة الحزب تختلف، والجميع لاحظ عند مجيء ترامب فهو جاء بمصالح إقتصادية أميركية أكثر منها أمنية وردعية، فهو الوحيد الذي لم يخوض حربا خلال حكمه، إلا ما حصل مع اغتيال القائد قاسم سليماني، إلا أنه لم يخوض معركة ولا حربا موسعة".