"ليبانون ديبايت"- فادي عيد

حبس أنفاسٍ خطير وربما مميت، هو التوصيف الدقيق للمشهد الجنوبي اليوم، حيث يترقب الجنوبيون أي موقف أو تصريح يأتي من أي جهة دولية وتحديداً أميركية، بشأن التوتر على الحدود الجنوبية، الذي دخل في دهاليز الطروحات المتناقضة لأكثر من لاعبٍ إقليمي ودولي، والتي تُنبىء بسيناريوهات غير مسبوقة قد تتخطى من حيث الخطورة سيناريو عدوان 2006.

وعلى الرغم من أن الحديث عن مفاوضات لوقف الحرب في غزة قد تراجع أخيراً، إنما تبقى غزة مفتاح الحل والتهدئة التي تبدأ من القطاع وتنتهي في جنوب لبنان، كون أي اتفاق، سيؤسس للتهدئة التي تركز عليها الولايات المتحدة الأميركية في ديناميتها في المنطقة.

وطالما أن "حزب الله" يربط وقف حرب الإستنزاف المستمرة منذ 8 أشهر بوقف الحرب على القطاع، فإن هذا الربط يعني أنّ المواجهات في الجنوب ستطول، وسيبقى التلويح بتوسيعها إلى مناطق أخرى، قائماً.

وبالنظر إلى كل التهديدات، فإن الحرب قائمة في جنوب لبنان وما من شك أن هذه الحرب تمر بلحظة تصعيد نتيجة العمليات الاسرائيلية في الداخل اللبناني ولكن الإشتباكات ما زالت خاضعة لسقفين أميركي وإيراني، على أن تنحصر المواجهات والعمليات في منطقة ما بين هذين السقفين، وبالتالي فإن الضوابط لم تسقط ولكن طرفا المواجهة يعملان على معالجة أهداف محددة لدى كل طرف وضمن بنك أهداف خاص به.

والخشية تبقى قائمة من أن تصل الامور وبنتيجة خطأ غير محسوب إلى مرحلة اللاعودة، فيصبح عنده العمل الديبلوماسي خارج التداول، ويتقدم عليه الخيار العسكري.
وعملياً، الجميع يتحدث عن الحرب ولكن لا أحد يعرف متى تنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة، حتى يصبح معقولاً، الحديث عن الحرب على لبنان. وهذا يعني أن حماوة الأيام الماضية قد وصلت إلى نقطة تضع فيها الصيف الواعد الساخن الذي يترقبه اللبنانيون على المحك.

ومن حيث الواقع، فإن جهود التهدئة في الجنوب التي بذلها الموفد الأميركي آموس هوكستين، ما زالت محاولات دبلوماسية هشّة، يصعب معها التفاؤل بضبط الجبهة الجنوبية، خصوصاً في ضوء التسليم الأميركي والذي ورد من خلال تصريحات هوكستين في بيروت، بالربط النهائي بين جبهتي الجنوب وغزة، فيما سعت واشنطن على امتداد المرحلة الماضية على المطالبة بفصل لبنان عن حرب غزة.