Beirut
30°
|
Homepage
بري "قدّهم" كلهم
محمد المدني | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 14 حزيران 2024 - 7:07

محمد المدني - ليبانون ديبايت

"الحركة بركة". بهذه العبارة وصف مرجع سياسي بارز المبادرات الرئاسية التي تطفو على سطح الحياة السياسية في لبنان، إذ شهدت مكاتب السياسيين سلسلة لقاءات بحثت الملف الرئاسي وكيفية خلق مساحة مشتركة لجمع القوى المتصارعة رئاسياً.

بعد حراك تكتل "الإعتدال الوطني" الذي انتهت صلاحيته لعدم استيفائه شروط الثنائي الشيعي، ولدت مبادرة الحزب التقدمي الإشتراكي وبعدها "التيار الوطني الحر". هاتان المبادرتان تتشابهان في الشكل وتختلفان في المضمون، فالرئيس السابق للإشتراكي وليد جنبلاط، بات لديه هاجس انتخاب رئيس للجمهورية وبات يمكن القول إن لا فيتو لديه على أي مرشح طالما يحظى بتوافق الأغلبية. أما رئيس التيار جبران باسيل، فيريد ارتداء ثوب الوسطية ليخلعه لاحقاً بعد نجاح مشروعه بإسقاط المرشحين البارزين للرئاسة، قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.


لكن المبادرات الرئاسية المذكورة أعلاه، أدت دورها السياسي في دعم رئيس مجلس النواب نبيه بري ومكّنته من عزل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي يخوض حرب "تهم التعطيل" مع بري، لينتصر الأخير بمساعدة حليفه القديم وليد جنبلاط وحليفه الجديد جبران باسيل.

إذا يمكن القول إن المبادرات الرئاسية تبدأ من عين التينة وتنتهي في المكان نفسه، فرئيس حركة "أمل"، كما هو قادر على تحريك الركود السياسي وخلق المبادرات هو أيضاً قادر على إغلاق مجلس النواب إلى أجل غير مسمى طالما أنه غير قادر على إيصال مرشحه.

كما يجب الإعتراف لبري نجاحه في إثبات مقولته الشهيرة أن الأزمة الرئاسية سببها "الموارنة"، فالتخبط بين الأقطاب المارونية واضح للقاصي والداني والإتفاق بين الأحزاب المارونية يكاد يكون مستحيلاً، وقد ظهر ذلك جلياً في اقتراح فرنجية أن يترشح جعجع لمنافسته، ليدخل سامي الجميل على الخط ويطالب بانسحاب الجميع ومن بينهم فرنجية، أما باسيل الذي يصعب عليه الإعتراف بأحقية جعجع، فلا يزال يعتقد أن بامكانه إيصال مرشح تابع له.

لن يخرج من كل هذا الحراك وتلك المبادرات أي شيء على المدى القصير، بل سيستمرّ مسلسل التعطيل الذي يساهم فيه الجميع دون استثناء.

ففكرة المرشح الثالث يعطّلها الثنائي برفضه البحث بأي إسم خارج سليمان فرنجية، والحوار تعطّله المعارضة وعلى رأسها "القوات" برفضها المشاركة فيه، والتسوية على المرشح فرنجية، يعطلّها باسيل لأسباب خاصة من جهة، وتعطّلها كتلتا الإشتراكي و"الإعتدال" لعدم قدرتهما على حسم أمرهما دون ضوء أخضر إقليمي من جهة أخرى، ومن دون أن يملك أي من تلك الكتل طرحاً بديلاً قابلاً لتغيير المعادلة.

فمشكلة كل تلك المبادرات أنها لا تقدّم جديداً ولا ترتقي إلى طروحات شجاعة يمكنها كسر الجمود على غرار ما قامت به "القوات" حين أقدمت على "اتفاق معراب" أو ما قام به الرئيس سعد الحريري مرّتين، أولها عند تأييده فرنجية وثانيها عند تأييده ميشال عون، والى أن تتوفّر لدى أي من الأفرقاء شجاعة قلب الطاولة بموقف جريء، لن يحقّق كل هذا الحراك الداخلي إلا المزيد من تقطيع الوقت حتى يحين وقت تسوية خارجية تعوّض هذا العجز الداخلي المريب.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
سفارة إرهابية داخل مديرية الأمن الداخلي وضباط لبنانيون برتبة "أمراء": اتهام خطير للواء عثمان! 9 "عدم الاقتراب"... طلبٌ من "قوى الأمن" إلى المواطنين! 5 باسيل ضيف الشاغوري في موناكو! 1
"الوجع ما بقى ينحمل"... رسالة تستدعي التحرك سريعًا وإلّا! 10 مخطط "نهب" بملايين الدولارات 6 عصابات تسعى لإغتيال رياض سلامة.. مصطفى علوش يكشف تفاصيل الصفقة الأضخم والرعب القادم! 2
بالفيديو والصور: جرحى إثر اصطدام بين شاحنة وباص يقلُّ عسكريين 11 لبناني يفقد حياته في غانا 7 قائد جديد للجيش بين بري وباسيل؟ 3
"تخوّف من إغتيال قيادات لبنانيّة"! 12 بعد أن فضح علاقتهما الغرامية... تركية تطلق النار على رجل بمقهى (فيديو) 8 "بلبلة وأزمة حادّة"... نقيب المحامين يتمرّد على مجلس النقابة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر