"ليبانون ديبايت"

كشف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أن أحد الاطراف الدوليين سعى إلى تأمين سلّة رئاسية متكاملة تشمل الرئيس ورئيس الحكومة وأحجامها وبيانها الوزاري، مع تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان وقد إقترح ذلك على السعودية وعلينا إضافة إلى أطراف أخرى، لكن كل الأفرقاء باستثناء فريق 8 آذار رفضوا هذا الطرح، فسقط في مهده.

لماذا أسقطت المعارضة وكافة الأفرقاء الذين تحدّث عنهم جعجع المبادرة، هل كان الهدف تمديد الأزمة أم لديهم اعتبارات أخرى تبرّر إسقاط "هذه السلة"؟.

يعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن سقوط المسعى الدولي مرده إلى أن السلطة التنفيذية يجب أن تكون متجانسة بمعنى سلطة غير متعاقدة وما كان يصلح في مراحل سابقة لم يعد يصلح اليوم، وحكومة "مخلوطة" لا تصلح في المرحلة الحالية، فلبنان اليوم بحاجة إلى حكومة متجانسة منسجمة بمكوناتها لتستطيع النهوض من الإنهيار الحالي.

ويؤكد أن الحكومة يجب أن تكون ضمن إتجاهات واحدة وموحّدة وليس من خلال مشاريع مختلفة تتحول معها السلطة التنفيذية إلى سلطة متاريس تؤدي لإبقاء الوضع بالكارثة الموجود عليها اليوم.

وبالتالي الإنقاذ له شروطه ولا يتمّ على قاعدة رئيس جمهورية من 8 آذار ورئيس حكومة قريب من توجهات 14 آذار، فضلاً عن أن الإنتخابات النيابية بنتائجها الوطنية والمسيحية لم تعد تسمح بوجود رئيس من 8 آذار أصبح في مكان آخر، والرأي العام اللبناني أظهر أنه يريد رئيس سيادي إصلاحي، والرأي العام المسيحي قلب النتيجة لمصلحة القوات اللبنانية وحلفائها وأظهر ضرورة وجود رئيس يعيد الإعتبار للخط اللبناني المسيحي التاريخي المتمثل باتفاق الطائف والدستور والقانون والسلاح الواحد.

ولكن هذا المفهوم يضرب الشراكة الوطنية؟ بالعكس نحن في مرحلة إنهيار وظرف إستثنائي وللخروج منه يجب التعامل مع الوضع الإستثنائي بشروط إستثنائية، فلا يمكن العودة إلى سياسات لم تنجح بفرملة الإنهيار ولم تنجح بإخراج لبنان منه.

وبالتالي لكل مرحلة شروطها وموجباتها ومن أبرز شروط هذه المرحلة سلطة متكاملة متعاونة لإخراج لبنان من معاناته.