كسر صاحب مبادرة "جمهورية لبنان الثالثة" عمر حرفوش الحصار الاميركي على لبنان، وزار البلاد المنهارة يوم السبت الماضي برفقة وفداً أميركيًا برئاسة مسؤولة الصندوق الدولي الأفريقي كارول براون المقربة من الرئيس الأميركي جو بايدن.

بعد تجوله مع براون في شوارع مدينة طرابلس المهملة، نظم حرفوش مؤتمراً صحافياً بعنوان "الجمهورية الثالثة" بين لبنان والولايات المتحدة، بحضور اكثر من 40 صحفياً وصحفية.

زيارة مسؤول أميركي رفيع للبنان يؤكد عدة أمور يحب ذكرها. أولاً، الثقة الدولية التي يتمتع بها حرفوش حتى طلبت براون مرافقته إلى لبنان رغم التهديدات التي أطلقها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لأميركا قبل أيام.

ثانياً، تبني الشخصيات الدولية الرفيعة لمشروع جمهورية لبنان الثالثة، والدليل أن براون شاركت حرفوش في مؤتمر حمل اسم "الجمهورية الثالثة بين لبنان وأميركا".

ثالثاً، نجاح حرفوش في جعل مشروعه عابر للحدود اللبنانية، وهذا ما نراه حين يتم الثناء على "جمهورية لبنان الثالثة" في دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة. علماً أن حرفوش ليس مكلفاً من الحكومة اللبنانية وكل ما يقوم به لاجل لبنان هو بمبادرة فردية منه.

بالعودة الى المؤتمر، رحب حرفوش بداية بالوفد الاميركي، مبدياً إعجابه بمسيرة براون السياسية التي كسرت حواجز العنصرية في الولايات المتحدة الاميركية، ذاكراً أن براون من الشخصيات التي تأثرت ايجابا بمشروع جمهورية لبنان الثالثة وأبدت كل الدعم لهذا المشروع خلال زيارة حرفوش للولايات المتحدة.

وتحدث حرفوش عن مشروع الجمهورية الثالثة وأهميته للبنان بعد أن وصلت الأوضاع إلى أفق مسدودة على كل المستويات، وأكد أن زوال الطبقة الحاكمة ليس مستحيلاً ولا بعيد المنال، بل أقرب من أي وقت مضى، موضحا أنّ مشروعه في تقدم مستمر وإن لم يكن النظام المقبل يحمل عنوان الجمهورية اللّبنانية الثالثة فلا مشكلة غير أنّ المهم هو تغيير النظام الحالي الذي أدّى إلى تدمير لبنان.

وركز حرفوش على أهمية فصل الدين عن الدولة وفصل القضاء عن السياسة، وحق التعلم وحقوق المرأة خصوصًا في حضانة أطفالها ومنحها الجنسية لهم، كما أكد رفضه للعنصرية بكل اشكالها والطبقية المجتمعية، مشدداً على ضرورة استقلالية القضاء وعدم التدخل به كما فعل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع القاضية غادة عون.

ولفت إلى اهمية أن تحافظ الصحافة اللبنانية على شفافيتها وعدم تبني الاخبار التي تهدف الى الفتنة والتأكد من صحتها قبل نشرها، لكن في الوقت نفسه حذّر من التعرض للصحفيين وتهديدهم جسدياً، واصفاً مهمتهم بالمقدسة.

وأكدّ صاحب مبادرة جمهورية لبنان الثالثة، أنّ لبنان ليس دولة مفلسة وإذا استثمرت المقومات الحالية يمكن الاستفادة منها سريعًا إن تمّ ذلك بلا فساد.

وفي الملف الرئاسي، كشف حرفوش أنّ كلّ ما يتمّ تناقله محليًا عن اللّقاء الخماسي في باريس غير صحيح ولم يُطرح اسم أي مرشح، مشددًا على أنّ الحلّ لا يأتِ من واشنطن أو باريس أو الرياض بل من الداخل حصراً. مشيراً إلى أنه رفض عدة مرات أن يكون محسوبًا على دولة أو سفارة ما، بل متمسك باستقلاليته وهذا ما دفعه لعدم حمل أي جنسية غير اللبنانية.

وعلى خط تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الولايات المتحدة الأميركية في خطابه الأخير، قال حرفوش:”نصرالله اعترف بإسرائيل بتوقيعه على اتفاق ترسيم الحدود وسبب هجومه الأخير على الولايات المتحدة هو كشفها طريقة تبييض أموال الحزب وفرض عقوبات على أفراد تعمل على تبييض الأموال”.

وفي مجال مكافحة الفساد، كشف حرفوش أن هناك الكثير من الحقائق لم تكشف للرأي العام بعد، وأن رحلة مكافحة الفاسدين التي بدأها منذ سنوات لا تزال مستمرة ولن تتوقف الا بمحاسبة جميع من أوصلوا البلاد إلى هذا الدرك، لافتاً إلى أن مهمة القضاء الاوروبي لم تنتهِ بعد بل لا يزال هناك شخصيات لبنانية سيتم التحقيق معها خلال الفترة المقبلة.

من جهتها، شددت براون على أنها تأتي إلى لبنان بزيارة شخصية معبرة عن سعادتها بهذه الخطوة، ومشددة على أنّ لبنان من أجمل البلدان التي زارتها.

كما أكدت براون أهمية محاربة العنصرية والدفاع عن حقوق الانسان، كاشفة أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن يهتمّ بالإنسان بالدرجة الأولى وهو ما يُشبهه به حرفوش أيضًا. كما كررت تأكيدها على أنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن تؤذي لبنان بأي شكل من الاشكال.

وردًا على سؤال عن ما الذي ستخبره لبايدن عند عودتها الى أميركا، قالت: "بالتأكيد سأخبره عن عمر حرفوش".