"ليبانون ديبايت"

تفاجأ اللبنانيون مساء أمس الأحد بإنخفاض كبير لسعر صرف الدولار في السوق السوداء عقب تعميم هام صدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أعلن فيه عن "توجّه مصرف لبنان لبيع الدولار الأميركي حصراً ابتداء من يوم الثلاثاء عبر منصة صيرفة علماً أنه لن يكون شارياً للدولار عبر المنصّة حتى إشعار آخر".

كما أكد البيان الاستمرار بدفع معاشات القطاع العام بالدولار الاميركي واستمرار سحوبات الـ 400$ لاصحاب الحسابات المصرفية كما استمرار العمل بالتعميم 151 والتعميم 158 فما هو تأثير هذا التعميم على السوق، وهل سيؤدي إلى إنخفاضات جديدة لسعر الصرف في الأيام المقبلة؟!

في هذا الأطار أشار الخبير الإقتصادي غسان أبو عضل إلى أنَّ "مصرف لبنان طبع الكثير من العملة في الشهر الأخير وصلت الى حدود 24 ألف مليار ليرة، واستعمل قسم كبير منها لشراء الدولار من السوق، وهذا يعني أنه اشترى ملايين من الدولارات تقدر بين 400 أو 600 مليون دولار".

وقال أبو عضل في حديث إلى "ليبانون ديبايت": "كمية الليرات اللبنانية التي ضُخت بالسوق ليست طبيعية بشكل يوضح أن مصرف لبنان إستعملها بالتأكيد لشراء الدولارات، وهذا ما أدى الى ارتفاع سعر الصرف إلى أكثر من 40 ألف ليرة".

وأضاف، "مصرف لبنان يقول الآن أنه توقف عن الشراء وهذا يعني أنه كان يشتري الدولارات ويقول سأضع جزء من الدولارات التي اشتريتها في السوق".

وتابع، "هذا الأمر أدى إلى ردة فعل لدى الصرافين، وبما أنه سيعرض الدولار ليبيعه على منصة صيرفة فهذا يعني أن العرض سيزيد أي أن الدولارات التي اشتراها سيعود ويضخها في السوق".

وأردف أبو عضل، "بالتأكيد سيبقى جزء من هذه الدولارات لديه ليستعملها بمدفوعات معينة، وتأثير ذلك هو على المدى القصير وهذا ليس حلاً لإنهيار الليرة ولا حلولاَ مالية وإقتصادية ومفاعيلها تنتهي خلال شهرين أو ثلاثة".

وأوضح، "لا يمكن معرفة إلى أي مدى سيتأثر السوق، لنرى كم سيضخ مصرف لبنان من دولارات على منصة صيرفة".

وأكمل أبو عضل، "قد ينخفض الدولار اعتباراً من الغد، ومصرف لبنان قال أنه سيضخ الدولارات بالسوق اعتباراً من الثلاثاء وأتوقع انخفاضاً بحدود الـ 2000 ليرة اعتباراً من يوم غد".

واستطرد قائلاً: "لا يمكن أن يصل سعر الصرف في السوق السوداء إلى 30 ألف لأن سعر الدولار على منصة صيرفة تخطى هذا الرقم، ولا يمكن أن ينخفض سعر الصرف في السوق السوداء طالما أنه لم ينخفض على منصة صيرفة، ولا أرى أن مصرف لبنان سيخفض سعر الصرف على المنصة".

أما عن سلسلة التعاميم التي سيطلقها مصرف لبنان قال أبو عضل: "هناك كلام عن رفع تعميم 151 من 8000 ليرة إلى رقم أكبر قد يكون 15000 أو أقل، والتعميم 158 قد يزيد من 12 ألف ليرة إلى رقم أكبر كذلك".

وشدّد على أنَّ "الحل الجذري معروف وهو بالإدارة السليمة للدولة وبتنفيذ الأمور التي يطلبها صندوق النقد"، مستبعداً أن "ينخفض سعر صرف الدولار إلى 15 ألف بالظروف الحالية".

وختم أبو عضل بالقول: "يجب إنتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة وتحقيق استقرار سياسي للتأثير على سعر الصرف، ويجب تنفيذ الإجراءات التي يطلبها صندوق النقد سواء اتفقنا معه أو لا، وبغياب هذه الأمور لن يصل السعر الى 15 ألف ليرة".