التغيّر المناخي كارثي... وداعا للفصول الأربعة!

Beirut

16°

Coming
Soon

كريستل خليل

الثلاثاء 18 أيلول 2018 - 0:00

تزايد وطأة التغيرات المناخية وتسارع وتيرة الكوارث

مشاهد مناخية غير اعتيادية سيطرت على لبنان

الطقس المعتدل اصابه واقعا صعبا وارتفاع درجة الجفاف

مواجهة المخاطر عبر سياستي التخفيف والتكييف

الحلول المطروحة مشاريع فاشلة لا تتوافق مع طبيعة لبنان

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

تعاني البلدان والمجتمعات المحلية في شتى أنحاء العالم من تزايد وطأة التغيرات المناخية، والتي تشمل موجات الجفاف والفيضانات وتسارع وتيرة الكوارث الطبيعية وشدتها، ومن استمرار ارتفاع مستويات سطح البحر، لتصبح الفئات الأشد ضعفاً هي الأكثر تضرراً في كل مرة. ولبنان الذي يتغنى بفصوله الأربعة الاتي ترتيبها من الصيف بعده الخريف الى الشتاء من ثم الربيع لمدة ثلاثة أشهر لكل فصل بدأ يفقد هذه السمة نتيجة ظاهرة التغير المناخي العالمية التي بدأت تلقي بظلالها على الطقس في لبنان لتطيح بتسلسل الفصول وتحدث اضطرابات فيها.

مشاهد مناخية غير اعتيادية شهدها المواطنون، من غزارة امطار وانجراف تربة وتكدس سيول بشكل متفاوت خلال السنة يقابلها انخفاض كمية المتساقطات في معدلها السنوي بالتالي ارتفاع نسبة الجفاف. وتشمل تأثيرات تغير المناخ، لبنان كونه يقع في شرق المتوسط ضمن ظاهرة كونية عالمية تضم أكثر من منطقة، اذ بات المقيمون فيه يتلمسون مخاطر التغير المناخي وآثاره على حياتهم وصحّتهم ومواردهم مثل تقلبات الطقس غير الاعتيادية وارتفاع درجات الحرارة، وشح في المياه إثر انخفاض معدلات الأمطار والثلوج. ولفت الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح في حديثه لـ "ليبانون ديبايت" ان التحذيرات التي أُطلقت منذ حوالي 10 سنوت بدأت تنعكس على الواقع.

لم يعد التغير المناخي استثناء في طقس لبنان المعتدل بل تحول الى نمط دائم وواقعا صعبا ويظهر تكدّس السيول عند كل تساقط لأمطار غزيرة وما يعانيه المواطنون من ازمة شح في المياه عدم جهوزية لبنان للتعامل مع أخطار التغيّر المناخي التي بدأت تظهر في السنوات الأخيرة وتنتج عنها الكوارث البيئية والزراعية والصحية وغيرها. وحذّر قديح من الخسائر الاقتصادية، والخسائر التي تطاول الانتاج الزراعي، أضف الى الدمار الذي يصيب بعض المناطق إثر انجراف التربة ومخاطر اخرى تنتج عن التغير المناخي، ولخصّ امكانية مواجهة هذه المخاطر الى محورين.

المحور الأول الذي تحدّث عنه الخبير البيئي هو الوقاية من المخاطر على المدى البعيد عبر وضع سياسات التخفيف. وأوضح الغاية من وضع مثل هذه السياسات مشيرا الى انها تعمل على مبدأ التخفيف من العوامل والاسباب المؤدية الى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري التي بدورها تؤثر على المناخ. وشدد على اهمية التخفيف من الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة مثل ثاني اوكسيد الكربون في العقود القادمة ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر معالجة معوقات التنفيذ. ومن الخطط الواجب اتباعها هي التخفيف من استهلاك واستخدام الوقود في انتاج الطاقة والاعتماد أكثر على الطاقة المتجددة.

رغم ان مساحة لبنان الجغرافية ضيقة، لكن على كل فرد البدء في اتباع سياسة التغيير من نفسه ومن محيطه ودولته، والتشجيع على استخدام تكنولوجيات الطاقة المتجددة والالتزام بمعايير هذه الطاقة بهدف التخفيف على الاحتباس الحراري. كما تتيح العديد من الخطوات التي يمكن للحكومات القيام بها مثل تطوير وسائل النقل العام وتحسين كفاءة استخدام الطاقة منافع فورية ومحلية في توفير الكهرباء والحد من التلوث.

أما المحور الثاني الذي ذكره قديح هو اعتماد سياسات التكيف، لاستباق ومواجهة والتعامل مع التأثيرات الناتجة عن تغيّر المناخ. وتأتي هذه السياسات عقب توقعات بانخفاض اضافي في معدل المتساقطات وارتفاع درجة الجفاف بهدف ادارة الموارد المائية وتقليل الضعف في وجه تغير المناخ لذا على المعنيين التحرك بجدية وعدم انتظار تفاقم الأزمة واشتدادها، لما في هذه المحاور من فائدة للحد من وطأة الاحتباس الحراري والتغير المناخي. ويبقى البحث واحتساب معدلات التغير المناخي رهن سنوات من المقارنة لتحديد درجة الاضطراب في طقس لبنان.

وانتقد قديح الحلول المطروحة اليوم مثل مشروع اقامة السدود الذي اعتبره مشروع فاشل لا يتوافق مع طبيعة لبنان وهو من السياسات المؤدية الى تفاقم ظاهرة تغير المناخ وليس العكس. واعتبرها انها "ليست الاستراتيجية الملائمة للتكيف مع تغيير المناخ، لذا نحن اليوم بحاجة ماسة لأن تعيد الحكومة النظر بهذا الملف وتعيد تقييم سياسات الوزارة المائية. ونصح بالاتجاه الى حلول تعتمد على التخزين الجوفي للمياه وليس السطحي وهو ما يساعد ايضا على حماية الثروات المائية من خطر التلوث".

تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا