Beirut
16°
|
Homepage
هل يصمد لبنان حتى نهاية الحرب؟
فادي عيد | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 09 آذار 2024 - 7:00

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

تضع التطورات السياسية والعسكرية على جبهة غزة، جبهة الجنوب أمام مفترق طرق حاسم، في ضوء إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن بأن التوصل إلى هدنةٍ قي غزة قبل رمضان يبدو صعباً، بحيث بات من الثابت أن مرحلة دعم وإسناد غزة، مرشّحة لأن تطول لأشهر عدة وفق ما يهدِّد به بنيامين نتنياهو، ويلمّح إليه بشكل غير مباشر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من خلال حديثه عن صعوبة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وما يعزِّز المخاوف من إطالة أمد العدوان الإسرائيلي على غزة، هو المشروع الأميركي الذي أعلن الرئيس جو بايدن عن إقامته، وهو الرصيف البحري المؤقت قبالة سواحل غزة لاستقبال وتحميل مساعدات إنسانية للفلسطينيين، وذلك في خطوةٍ تركت الكثير من التساؤلات لدى مرجعٍية سياسية، وذلك ليس فقط حول الفترة الزمنية التي سيستغرقها المشروع وهي 60 يوماً وفق أقل تقدير، بل حول العجز الأميركي عن الضغط على نتنياهو لوقف النار، أو لفتح ممرات برّية إنسانية لتقديم الإعانات الغذائية والصحية لمليوني فلسطيني، وهو عدد الوجبات التي ستؤمنها واشنطن يومياً، عندما يبدأ العمل بالميناء المذكور.

ويتقاطع ما تقدم مع ما كان قد نُقل عن حكومة الحرب في إسرائيل بأنّ الحرب هناك ستستمر عاماً أو إثنين، والذي يبدو متناغماً مع مجمل المناخ الدولي الذي يضع العنوان الإنساني في أولوية التحركات منذ مطلع العام، بدلالة انخراط عواصم القرار بتقديم الإغاثات الإنسانية والطبية لأهالي القطاع في الأسابيع الماضية. وتقدِّر المرجعية السياسية، أن ينعكس استمرار الحرب في غزة بشكلٍ دراماتيكي على الساحة اللبنانية عموماً، وعلى الساحة الجنوبية خصوصاً، وأنّ نتنياهو لم يعد مهتماً بإنجاز صفقة تبادل للأسرى مع حركة "حماس"، أو النقاش حول اليوم التالي لهذه الحرب على صعيد واقع غزة والسلطة التي ستتولى إدارتها، كما كان يطرح في الأشهر الماضية وبعد أسابيع معدودة على عدوانه على غزة إثر عملية "طوفان الأقصى".


وبالتالي، تكشف المرجعية السياسية، عن أهدافٍ بعيدة المدى، قد رسمها نتنياهو، وبالتنسيق وبتغطية أميركية كاملة وفي ضوء أخضر دولي، للحرب الدائرة، وهي تتخطى ما يعلنه بالنسبة للقضاء على "حماس"، وهو تحقيق هدفٍ خاص به يقضي بمواصلة الحرب لإطالة فترة بقائه في السلطة، والتي باتت مرهونةً بمرحلة الحرب، وستنتهي عندما تتوقف هذه الحرب.

أمّا الهدف الثاني والخاص بالرئيس بايدن، فهو كسب الوقت من أجل زيادة حظوظه للفوز في الإنتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، في مواجهة منافسه الشرس دونالد ترامب.
ويقود هذا المناخ إلى وضع علامة إستفهام كبيرة حول واقع الميدان الجنوبي في لبنان، والذي يبدو مرشحاً، كما تكشف المرجعية السياسية، لأن يشهد ترجمةً لهذا التصعيد السياسي والعسكري، من خلال إبقاء ما تسميه "خطوط التماس" على الحدود مع إسرائيل، والتي ستبقى قائمة، فيما ستتراوح حماوة المواجهات فيها ما بين التوتر الحذر والإشتباك المرحلي، إنما من دون أي تعديل دراماتيكي يغيِّر هذا المشهد طيلة الفترة الزمنية التي سيستغرقها الوصول إلى اتفاق أو تفاهم سياسي على هذه الخطوط يبدأ مع وقف للنار ،ثم بمفاوضات حول تثبيت الحدود البرية.

ولكن في الإنتظار، هل سيتمكن لبنان من الصمود وإن كانت مروحة حرب الإسناد والإشغال، لن تتخطى خطوط التماس هذه؟ تقول المرجعية السياسية، إن الأيام القليلة المقبلة ستحمل الأجوبة على إمكان تجاوز لبنان أي حرب طويلة الأمد ولو بقيت محدودة، والتي ستتبلور من خلال القرار الأميركي بالفصل ما بين الإستحقاق الرئاسي والحرب الدائرة في غزة، والجبهة المساندة لغزة في الجنوب.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد الإشارة بحقّه في قضية "التيكتوكرز"... سنجر يكشف خلفية الهجوم عليه! 9 "حدثٌ عظيمٌ"... جنبلاط يتحدّث عن "يوم النصر"! 5 خطر كبير يهدد سكان الأشرفية ودعوة عاجلة لـ "حراسة ذاتية".. نديم الجميل يرفع الصوت! 1
الغضب كبير... والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات! 10 تعميم "فائق الأهمية" من الحزب قلب الطاولة في الجنوب.. قوة اسرائيلية "قُطعت" أوصالها! 6 فضيحة "مدوّية" هزّت لبنان... انتبهوا لأطفالكم! 2
"سيرجيو"... الموقوف رقم 10 في قضية "عصابة التيكتوكرز"! 11 لِضبط وتنظيم ملف السوريين في لبنان... الأمن العام يضع استراتيجية! 7 من جديد... راصد الزلازل الهولندي يثير الجدل بمنشور عن "العرب" 3
عنصر "هام" لتعافي القطاع المصرفي... مصارف جديدة تدخل السوق اللبناني؟ 12 درجات الحرارة إلى ارتفاع كبير... وهذه المناطق ستنال حصّة الأسد! 8 "قلق وخوف" في طرابلس... على المسؤولين التحرّك فورًا! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر