"ليبانون ديبايت"

على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن قبل وبعد انتخابه رئيساً بأنه سيوقف الحروب ولن يوافق على أي حرب جديدة، فإن الوقائع المتراكمة في المنطقة، تؤذن بتفجير واسع النطاق، في ضوء المعلومات عن تعزيزات عسكرية وبدء وصول أساطيل أميركية إلى البحر الأحمر، وذلك بعدما تجدّدت التهديدات اليمنية بإعادة فرض الحظر على البوارج الإسرائيلية.

إلاّ أن السؤال المطروح مع تصاعد التهديدات الأميركية لجماعة الحوثي في اليمن، ووصول القطع البحرية الأميركية التي كانت لفترة طويلة خارج الخدمة، يتناول المهمات العسكرية التي تستعد لها حاملات الطائرات والأساطيل في الشرق الأوسط. وفي هذا المجال، تتحدث أوساط دبلوماسية ل"ليبانون ديبايت"، عن أن المهمة المرسومة لحاملة الطائرات "يو أس أس ترومان"، ما زالت تقتصر على المشاركة في العمليات ضد الحوثيين، بينما المدمرات التي تتّجه إلى المنطقة، قد تكون مخصّصة لمهمات أخرى، خلافاً لكل ما كان متوقعاً من السياسة الخارجية الأميركية الجديدة، التي تحمل عنوان "صفر حروب".

ووفق الأوساط الدبلوماسية، فإن القادم من الأيام سيحمل الأجوبة على الكثير من التساؤلات حول الأجندة الأميركية للشرق الأوسط، وما إذا كانت تحمل عنواناً آخراً بعد تجدّد العمليات التي ينفّذها الطيران الأميركي، والتي استهدفت مقرّات ومواقع الحوثيين ومصانع ومستودعات أسلحتهم في اليمن، وبالتالي، ستكون الحرب القادمة هي المهمة المقبلة للأساطيل الأميركية والبريطانية، بعد تهديدات ترامب للحوثيين وإيران، وقراره بإنهاء التهديد الحوثي للملاحة البحرية في البحر الأحمر.

والمعادلة التي تحكم العملية الأميركية ضد الحوثيين، تُضيف الأوساط، تختلف عن كل المراحل السابقة، خصوصاً وأن الغارات الأميركية اليومية على اليمن، والتي تتزامن مع نقل حاملات طائرات وبوارج إلى البحر الأحمر، يأتي تعبيراً عن قرار أميركي يحمل أبعاداً إقتصادية متصلة بحركة الملاحة الدولية من جهة، ولكنه يوجّه رسالةً لإيران ولأطراف أخرى في المنطقة، حول الجدّية في حسم وإنهاء التهديد الحوثي، تحت عنوان منع استهداف الحوثيين الملاحة في البحر الأحمر، وذلك في تكرار لسيناريو الحرب الإسرائيلية على غزة وعلى لبنان.