أعلن شيخ عقل الموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري، في تصريحات نارية مفاجئة، رفضه التام للتوافق مع الحكومة في دمشق، مؤكدًا أن هناك "لا وفاق ولا توافق" مع الإدارة السياسية الحالية في العاصمة السورية. وجاءت تصريحاته خلال لقاء في محافظة السويداء، حيث اتهم الحكومة الانتقالية الحالية بالتطرف، مشددًا على أنه "سيذهب باتجاه ما هو مناسب للطائفة".
كما حذر من خطورة المرحلة، قائلاً: "نحن في مرحلة كن أو لا تكون"، مما أثار موجة من الجدل والتساؤلات حول توقيت هذه التصريحات، مؤكداً أن العمل من أجل مصلحة الطائفة هو الأولوية.
وقال الهجري: "انتقال بعض الشباب إلى جانب الإدارة السورية الجديدة يعز علينا"، متهماً إياهم بـ"بيع أهلهم وكرامة أهلهم وتاريخ أهلهم ودم أهلهم".
وأضاف،"كل طائفة غنية برجالها وكوادرها، وبهذا الإرث الوطني الصحيح".
وأوضح الهجري أن "الثوابت موجودة في هذه المرحلة"، مشدداً على أنه "لا تفاهم ولا توافق مع الحكومة القائمة في دمشق"، وأكد أن الهدف الأساسي هو "تحقيق العدالة والقانون على المستويين الداخلي والدولي".
وفي ختام حديثه، أشار الهجري إلى أن "الطائفة تسعى لتحقيق ما يتوافق مع أولوياتها، والعمل وفق ما يراه مناسباً لها".
شيخ عقل الدروز في سوريا حكمت الهجري: نحن في مرحلة نكون أو لا نكون
— Damaspost داماس بوست (@Damaspost2) March 13, 2025
شيخ عقل الدروز في سوريا حكمت الهجري: سنذهب باتجاه ما هو مناسب للطائفة
شيخ عقل الدروز في سوريا حكمت الهجري: نعمل لمصلحتنا كطائفة
#سوريا #السويداء #دمشق pic.twitter.com/3AyTKyk3kz
وقد أُعيد نشر هذه التصريحات عبر منصات إعلامية اليوم الخميس، ما دفع البعض للاعتقاد بأنها قديمة، رغم أن توقيتها يتزامن مع تطورات جديدة في الجنوب السوري، حيث أُطلق هذا التصريح في وقت يشهد تقاربًا بين القيادات السياسية والروحية في المنطقة والعاصمة دمشق.
وكانت قيادات درزية قد اجتمعت يوم الأربعاء مع محافظ السويداء، مصطفى البكور، ووقعت على وثيقة تفاهم تهدف إلى تنظيم الأوضاع الإدارية والأمنية في المحافظة الجنوبية. وفي إطار هذا التفاهم، تعهدت الحكومة السورية بالتنسيق مع أبناء المحافظة من أجل معالجة الملفات العالقة وتحقيق استقرار إداري وأمني في المنطقة، كما سمح الاتفاق بدخول الأجهزة الأمنية إلى السويداء، وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة في المحافظة.
يُذكر أن محافظة السويداء، الواقعة في جنوب سوريا، كانت قد نأت بنفسها عن الصراع طوال سنوات الحرب الأهلية، بعدما امتنعت آلاف العائلات عن إرسال أبنائها إلى الخدمة العسكرية التي كان يفرضها النظام السابق. ومع ذلك، لا تزال بعض الفصائل المسلحة في المحافظة ترفض تسليم سلاحها، مطالبةً بالتوصل إلى اتفاق نهائي مع دمشق قبل اتخاذ أي خطوة.
وفي سياق متصل، دخلت إسرائيل على الخط، إذ وعدت بحماية الدروز في حال تعرضهم لأي اعتداء في الجنوب السوري. هذا التحرك أثار حفيظة أبناء المناطق الجنوبية، لاسيما مع توسع القوات الإسرائيلية في المنطقة منذ كانون الأول الماضي، وتوغلها في عدد من البلدات الحدودية.