لا يزال الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، محور اهتمام السوريين منذ أن قاد العملية العسكرية الخاطفة التي أفضت إلى إسقاط نظام الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، خلال 13 يومًا فقط.

فمنذ سقوط النظام قبل أكثر من شهرين ونصف، تحول الشرع إلى شخصية محورية في النقاشات العامة وعلى منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها البلاد بعد 14 عامًا من الحرب المدمرة.

وأحدث ما شغل السوريين صورة حديثة للشرع وهو يمتطي حصانًا أسود، نشرها الإعلامي موسى العمر عبر حسابه على منصة "اكس"، مرفقًا إياها بتعليق: "خاص | منور اليوم الرئيس".

وظهر الشرع بإطلالة غير معتادة، حيث ارتدى سروال جينز وسترة جلدية سوداء، مبتعدًا عن الأزياء العسكرية التي عُرف بها سابقًا، أو حتى البدلات الرسمية التي اعتمدها مؤخرًا.

وقد لاقت الصورة تفاعلًا واسعًا، حيث تداولها المستخدمون بشكل مكثف، وسط تعليقات تناولت مظهره وأسلوبه في إدارة المرحلة الانتقالية.

يأتي هذا التفاعل في ظل التحولات السياسية التي تشهدها سوريا بعد إسقاط نظام الأسد. ففي 27 تشرين الثاني الماضي، شنت الفصائل المسلحة، التي عُرفت لاحقًا باسم "إدارة العمليات العسكرية"، هجومًا خاطفًا انتهى في 8 كانون الأول، وأسفر عن إسقاط النظام السابق.

وعقب ذلك، اجتمع ممثلون عن 18 فصيلًا مسلحًا في مؤتمر عام، انتهى بتعيين أحمد الشرع رئيسًا انتقاليًا لسوريا، مع إعلان تلك الفصائل حل نفسها تحت مظلة وزارة الدفاع، في خطوة عدّها مراقبون تحولًا كبيرًا في المشهد السوري.

منذ تسلمه السلطة، بدأ الشرع تحركات دبلوماسية مكثفة، استهلها بزيارة المملكة العربية السعودية، ثم تركيا، حيث أجرى مباحثات تتعلق بالمرحلة المقبلة.

داخليًا، قام بجولات ميدانية شملت محافظتي إدلب وحلب، قبل أن يتجه إلى الساحل السوري، حيث زار اللاذقية وطرطوس الأسبوع الماضي، في إشارة إلى سعيه لتثبيت سلطته في مختلف المناطق السورية.

وفي ظل هذه التحركات، يبقى مستقبل سوريا تحت قيادة الشرع محط أنظار المتابعين، وسط تساؤلات حول شكل المرحلة الانتقالية، ومسار العلاقات الدولية في ظل المتغيرات الإقليمية.