"ليبانون ديبايت"

مع إنتهاء المهلة الثانية لوقف إطلاق النار، إستكمل الجيش الإسرائيلي يوم أمس، انسحابه من جنوب لبنان، مخلفًا وراءه وجودًا عسكريًا دائمًا في خمس مواقع استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، مما يطرح العديد من الأسئلة حول مصير هذه المواقع وآلية الإشراف عليها.

في هذا السياق، يشير الصحافي والمحلل السياسي جورج علم، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، إلى أن "القراءة المتداولة تشير إلى الإطمئنان من قبل الإسرائيليين بشأن عودتهم إلى مناطقهم في الشمال، حيث تدعي إسرائيل ذلك، ويعتقد أن الأمور ستنتهي بإنسحاب إسرائيلي تحت إشراف الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل، لكن لا نعلم إذا كان الأميركيون سيحلّون مكانهم، أو إذا كانت دولة موثوقة من قبل إسرائيل ولبنان ستشرف على هذه المواقع الخمس".

ولهذا السبب لا يرى علم أن "المسألة معقدة، إذ يبدو أن هناك تفاهمًا أميركيًا فرنسيًا وبعض الدول الأخرى على ضرورة وجود مرحلة انتقالية للتفاهم على كيفية إعادة الإعمار، لكن المشكلة اليوم تكمن في إعادة الإعمار والتمويل، وأي شروط قد تترتب على ذلك".

ويؤكد أن "الانسحاب الإسرائيلي تم باستثناء المواقع الخمس، وبإمكان الأهالي العودة إلى قراهم، لكن العودة إلى أين؟ المنازل قد دُمرت، لذلك يرى أن عملية إعادة الإعمار هي الخطوة الأكثر تعقيدًا في هذه المرحلة، خاصة إذا كانت هناك شروط أميركية وإسرائيلية على إعادة الإعمار، مثل تحديد الوضع الأمني في الجنوب، فهذا الأمر قد يكون معقدًا للغاية، لأن المسألة ترتبط بالترتيبات الأمنية اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية، بحيث لا يسمح بعودة المقاومة لإعادة إحياء بنيتها التحتية".

ويلفت إلى "نقطة مهمة تتعلق بالمقاومة المدنية، وهذا حق مشروع اليوم، إذا كان هناك احتلال، قد تحدث عمليات نوعية ضد مراكز الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذه العمليات ليست حربًا أو إطلاق صواريخ على إسرائيل، بل قد تشمل عمليات استشهادية أو تفجير مواقع إسرائيلية، هذا أمر محتمل، لكن في اعتقاد علم، هذا الأمر غير وارد حاليًا لأن القنوات الدبلوماسية لا تزال تعمل لمعالجة الانسحاب الإسرائيلي ضمن الأطر الدبلوماسية، ومع ذلك، في حال أصرّت إسرائيل على الاستمرار في مواقفها، فقد قال أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، نعود إلى المقاومة المدنية، لكن في الوقت الحالي، المجال لا يزال مفتوحًا أمام المساعي الدبلوماسية لمعالجة الموضوع".