يستشعر رئيس مجلس النواب نبيه بري حساسية المرحلة ودقّتها في ظل الأزمة المستجدة حول الطيران الإيراني، مشدّدًا، وفق ما ينقل عنه زواره، على ضرورة التعامل مع هذا الملف بمسؤولية وحكمة بعيدًا عن الإعلام والصخب، محذّرًا من أن الأخطاء المتبادلة قد تؤدي إلى توترات نحن في غنى عنها، وفق ما أوردت صحيفة "الجمهورية".

ووفقًا للزوار، يؤكد بري أنّ حلّ هذه المشكلة يجب أن يتم عبر حوار مباشر بين الدولتين، أي بين لبنان وإيران، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية. ويضيف أنّه "من غير المسموح بتاتًا أن يُقرّر العدو الإسرائيلي عنّا ولنا، كما يحاول أن يفعل في مسألة منع هبوط الطائرات الإيرانية في مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي".

وفي هذا السياق، يتساءل رئيس المجلس النيابي: "إذا استمر العدو في التمادي، فما الذي يضمن لاحقًا ألّا يزعم، على سبيل المثال، بأن هناك تحويلات مالية من المغتربين اللبنانيين في إفريقيا تُستخدم لدعم حزب الله، فيلجأ إلى تهديد مصرف لبنان كما يُهدّد المطار حاليًا؟".

ويضيف بري، بنبرة حازمة: "نحن لسنا مستعمرة إسرائيلية ولن نكون"، مؤكدًا رفض أي إملاءات خارجية تمسّ بالسيادة الوطنية، ومشدّدًا على ضرورة معالجة الأزمة الراهنة وفق مقتضيات المصلحة اللبنانية فقط.

وقد تصاعدت التوترات عقب القرار الرسمي بمنع هبوط الطائرات الإيرانية في مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، ما أدى إلى تداعيات سياسية وأمنية تجاوزت حدود المطار لتصل إلى الساحة السياسية الأوسع.

كما شهد الشارع اللبناني احتجاجات على القرار، حيث حصلت احتكاكات محدودة بين بعض المحتجين والجيش اللبناني، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين المؤسسة العسكرية و"حزب الله" في هذه المرحلة.

في ظل هذه التطورات، يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات التصعيد أو التهدئة، في انتظار كيفية معالجة الأزمة عبر القنوات الدبلوماسية بين لبنان وإيران، ومدى قدرة الحكومة على احتواء التداعيات الداخلية والخارجية لهذا الملف الحساس.