Beirut
8°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
فرصة جدّية للتعافي... والخروج من جهنّم
فادي عيد
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاثنين
17
شباط
2025
-
7:20
"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
لم تكن أحداث الأيام الثلاثة الأخيرة "على طريق المطار"، خارجة عن سياق سياسي جديد ونمطية تكاد ترتقي إلى مستوى خلط الأوراق على نطاقٍ واسع، بدأت تتّضح ملامحها مع مسيرة الدراجات النارية أولاً، ثم الإحتجاجات في الشارع ثانياً، فالإعتداء على "اليونيفيل" ثالثاُ. وبمعزلٍ عن السجالات والتبريرات والإدانات التي صدرت وفق تناغمٍ متعمّد وتهرّب من المسؤولية عن مشاغبين وفوضويين هاجموا عناصر الجيش اللبناني وجنود قوات الطوارىء الدولية، فإن القراءة الهادئة لمسلسل الأيام الثلاثة الأخيرة، تشير إلى أن عودة لبنانيين عالقين في طهران بسبب منع الطيران الإيراني من تسيير رحلات إلى مطار رفيق الحريري الدولي، لا تمثّل دافعاً لكل ما حصل في الشارع من حراكٍ وشتائم واتهامات ومواجهات مع الجيش اللبناني، واحتجاز للبنانيين على طريق المطار وفي المباني الداخلية، وحتى دفع العديد من اللبنانيين إلى إلغاء رحلاتهم أو إلى المغادرة بسرعة.
فردة الفعل على الطائرة الإيرانية، ومن منظار ديبلوماسي مخضرم، لم تخلُ من التخبّط والإرباك في صفوف المنظّمين، كما المشاركين، الذين تاهوا عن العنوان الأساسي لاحتجاجاتهم، وانحرفوا عن شعارات قياداتهم، فباتوا يستهدفون المارة المسافرين وعناصر الجيش وجنود وسيارات قوات "اليونيفيل". ومن هذا المنطلق، فإن التصرّفات غير المنضبطة بحسب حركة "أمل" وعبر بيان رسمي، ورفض تبنّي مسؤولين في "حزب الله" لما سُجِّل خلال التحركات الشعبية من اعتداءات على الجيش وعلى "اليونيفيل"، تفتح الباب على سيناريوهات تلتقي كلها عند تأكيد الشرخ على المستوى السياسي، وبالتالي، الإختلاف في النظرة إلى الأسلوب المستخدم من أجل فرض أمر واقع سياسي جديد عشية استحقاق الإنسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة في الجنوب.
إلاّ أن ما يتوقف عنده الدبلوماسي المخضرم، هو أن قرار منع هبوط طائرة إيرانية ليس جديداً، كما أنه ليس سابقة حيث أنه سبق وأن اتُخذ قرار مماثل خلال الحرب، ولم يكن من رفضٍ أو اعتراض من وزراء الحزب في حكومة تصريف الأعمال، كما غابت الحشود الشعبية غير المنضبطة في حينه، وذلك تحت عنوان حماية المطار.
ومن ضمن السياق نفسه، فإن امتداد الإحتجاجات من الطرقات المؤدية إلى المطار، وإلى مناطق أخرى، كان يمكن أن تؤدي إلى أحداث غير متوقعة لولا الترتيبات والإجراءات الأمنية المسبقة التي تمّ اتخاذها بعد عملية إقفال طريق سليم سلام أو جسر الرينغ.
لكن الأخطر في مشهد الشارع الذي تحوّل إلى مسلسل يومي بعد محاولة قطع الطريق بالأمس أيضاً، هو عملية توظيفه من قبل إسرائيل، من أجل تصوير صعوبة أو عدم قدرة لبنان على تنفيذ القرار 1701 أو مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي، استغلال توقيت هذه الإحتجاجات وطبيعتها من أجل تمديد احتلالها لبضعة تلال على الحدود في الجنوب.
وينتهي الدبلوماسي، إلى التنبيه من الحسابات الخاطئة التي تُنتج تداعيات تهدّد بتوتر أمني داخلي، أو بتخريب أو تعطيل مرفقٍ حيوي في لحظة انطلاق عمل المؤسسات الدستورية ووقوف البلاد على عتبة فرصة جدية للتعافي والخروج من جهنم.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا