"ليبانون ديبايت"

يمعن الإسرائيلي بمؤازرة أميركية في التهديد والوعيد بتهجير سكان قطاع غزة وشراء أرضهم لتحويلها إلى "ريفييرا الشرق'". وآخر إبداعات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي ترحيل الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية لإقامة دولة فلسطينية هناك. فما مدى جدية هذا الطرح وهل سيكون هذا الأمر قابلاً للتطبيق؟

في هذا الإطار، رأى العميد المتقاعد بسام ياسين، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "هذه مجرد أوهام بالنسبة لهم، فمرة يتحدثون عن مصر، وأخرى عن الأردن، واليوم عن السعودية. لا أعتقد أن أهل غزة سيقبلون بهذا الطرح، وفي حال لم يكن هناك قبول من المواطنين للمغادرة، يبقى أمامهم خياران: إما قتلهم أو تهجيرهم بالقوة".

وأضاف: "تهجير مليوني إنسان في القرن الـ21 أمر لا أعتقد أن العالم سيقبل به، لا سيّما في ظل موجة الاحتجاجات التي تطال جميع طروحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأفكاره الجهنمية. لقد أصبحت هناك احتجاجات في مختلف أنحاء العالم، خصوصًا في الدول الغربية والأوروبية".

وأشار إلى أنه "في حال كان هناك مطالبة سعودية بذلك، فأعتقد أن السعودية غير راضية عن هذا الطرح. فترامب شخص مجنون، والعالم اليوم يُبتلى بمجنونين: إسرائيل وأميركا، لكنني لا أرى أن الأمور ستسير كما يتوقعون".

وعن احتمال أن يكون هذا السبب وراء عرقلة المرحلة الثانية من الاتفاق، قال ياسين: " التزمت حماس بالاتفاق وقامت بتسليم الأسرى، وانتظرنا حلّ الأمور، ليأتي ترامب المجنون ليقول لهم: عليكم تسليم الأسرى في موعد أقصاه هذا التاريخ، وإلا سأبيدكم! وفي المقابل، هناك اسرائيلي يقول إنه حتى لو تم تسليم الأسرى، فلن يتم تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. وبهذا اصبحت حماس محاصرة، إذ إنها تنفذ التزاماتها وفق الاتفاق، لكنها في الوقت ذاته ترى مخططات مشبوهة لتهجير السكان من أرضهم".

وأضاف: "هذا النوع من التصريحات يدفع حماس في نهاية الأمر للبحث عن وسائل للدفاع عن نفسها، وأبرز ورقة ضغط تملكها اليوم هي موضوع الأسرى، ولهذا السبب أرى أن الأجواء قد توترت".

ودعا الى موقف عربي موحّد، وأن يُعقد اجتماع قمة عربية بصورة فورية لاتخاذ قرار موحّد بشأن العلاقات مع إسرائيل، وتحديد مصير الفلسطينيين في دولة ذات سيادة داخل أرض فلسطين. فهذا الموقف يجب اتخاذه، وإلا فسيتم التعامل مع الدول العربية بشكل منفرد، دولة تلو الأخرى".

وختم ياسين بالقول: "على الدول العربية أن تكون أقرب إلى تحقيق صحوة عربية موحّدة، وأن تتخذ قرارات حاسمة في هذا الموضوع، وألا يكون هناك تراجع إلى الوراء. فهي تمتلك أهم سلاح، ولا أحد يستهين بالقدرات العربية، فهي قادرة على التأثير في العالم بأسره، حتى وإن كانت أميركا مهيمنة على الشرق الأوسط. فالجنون وصل بترامب إلى حد المطالبة بأموال الحج، وهذه من الأفكار غير المقبولة على الإطلاق".