"ليبانون ديبايت"

في وقت يعاني فيه لبنان من تبعات النزوح السوري المستمر، يؤكد رئيس بلدية القاع بشير مطر، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "هناك نسبة جديدة من النزوح السوري نحو مناطق البقاع، وهم من المؤيدين للنظام السوري، ولا يوجد عدد كبير من المغادرين، وذلك لعدة أسباب، فبعض النازحين يبررون عدم مغادرتهم بعدم وجود مأوى لهم في سوريا، إضافة إلى أن الوضع الأمني لا يزال غير مستقر هناك".

ومن هذا المنطلق، يرى مطر أنه "من يعتقد أن النازحين السوريين القدامى سيعودون إلى بلادهم تلقائيًا هو مخطئ، فقد يستغل البعض الأوضاع غير المستقرة في سوريا للاستفادة المادية في لبنان، ويستخدمون الوضع الحالي كحجة للبقاء هنا، لذلك، يجب على الدولة اللبنانية أن تطلب من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وقف المساعدات بكل أنواعها، وأن تُوجه هذه المساعدات إلى الداخل السوري، رغم أن الوضع في سوريا قد يبقى غير مستقر لفترة، إلا أن هذا ليس مبررًا لبقاء النازحين في لبنان."

ويُشير إلى أن "النازحين الذين جاءوا إلى لبنان بسبب الأوضاع الاقتصادية لن يعودوا إلى سوريا في الوقت الحالي، لأنه لا يوجد ما يشجعهم على العودة، باستثناء الذين نزحوا لأسباب سياسية وأمنية، على سبيل المثال، تحدثت سابقًا عن أحد النازحين الذي كان يحمل عددًا من البطاقات التي تسمح له بالحصول على مساعدات شهرية، وقد تكون هذه البطاقات مملوكة لأشخاص ما زالوا يعيشون في سوريا".

ويقول: "نحن ندعو الجهات المعنية إلى دراسة احتياجات السوق اللبناني من اليد العاملة والعمل على شرعنة أوضاع العمال، ومن الممكن التفاهم مع الحكومة السورية الجديدة، إذا تم تشكيلها، لضمان دخول العمال وخروجهم من لبنان عبر الحدود الشرعية يوميًا إلى المناطق الحدودية التي تحتاج إلى العمالة".

ويخشى مطر من "وجود نوايا معينة تجاه لبنان قد تهدف إلى خلق بلبلة في ظل موجة النزوح الحالية، فالحدود حتى اليوم، لا تزال غير شرعية رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها أفواج الجيش اللبناني، خاصةً أن النازحين السوريين، بعد التطورات الأخيرة، أصبح لديهم "نفس قوي"، ولذلك، يجب أن نكون حذرين، فليس هناك ما يردعهم من ارتكاب المخالفات في لبنان والهرب إلى سوريا دون محاسبة أو مراقبة".