"ليبانون ديبايت"

لا يبشّر ما يحدث في الداخل السوري بالخير، خاصة أن المزاج الداخلي يستعيد مشهد بداية الثورة السورية في عام 2011، وكيف انعكست هذه الأحداث في انقسام داخلي، إلا أن الانهيار الكبير لقوات النظام اليوم يثير العديد من التساؤلات حول الدور الروسي الغائب وتراجع الدور الإيراني، فما هي انعكاسات ما يجري في سوريا على الداخل اللبناني؟

يبدي الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، خوفه من التطورات في سوريا على لبنان، ويتساءل: "إذا تمكّنت المعارضة السورية من إسقاط حمص وأصبحت على مداخل عكار، كيف سيكون المشهد في الشمال؟ ويعبر عن قلقه مما رآه من مظاهر دعم لفصائل المعارضة في شوارع طرابلس، حيث لا يستبعد وفقًا لرؤيته أن يُعلن عن إمارة هناك".

أما بالنسبة لصعود "السنية السياسية" في لبنان مع تراجع "الشيعية السياسية"، فيرى أبو زيد أن "ذلك مرتبط بنوعية السنة الذين نتحدث عنهم، إذ يوجد سنة يدعمون هذا المشروع وآخرون يعارضونه، مشيرًا إلى أن المعارضة السورية تمثل مشروعًا أصوليًا دينيًا يمكن أن يؤثر سلبًا على السنة الليبراليين مثل تيار المستقبل، وكذلك يضر برئيس الحكومة نجيب ميقاتي".

ويستبعد أن "تشهد الساحة اللبنانية استقرارًا كاملًا، مرجحًا حدوث اضطرابات أمنية كجزء من الوضع الحالي، لا سيما في حال حصلت أي تحركات لنصرة المعارضة السورية ستؤدي إلى انعكاسات سلبية وتثير الغرائز الطائفية في لبنان، خاصة أن السنة في لبنان ليسوا موحدين في آرائهم واتجاهاتهم، لافتًا إلى تغيير مزاج الجماعة الإسلامية وحركة حماس بعد التطورات في سوريا".

ويُشير أبو زيد إلى "الغموض الكبير في الموقفين الروسي والإيراني في سوريا"، متسائلًا: "هل يمكن للمخابرات الروسية أن تكون غافلة عن التطورات السريعة في سوريا؟ حيث يستغرب كيف يمكن لروسيا أن تتخلى عن آخر نقطة لها على البحر المتوسط بهذه السهولة، معتبرًا أن ذلك سيشكل خسارة كبيرة لها، ولإيران أيضًا".

أما بالنسبة للرهانات التي تشير إلى أن التطورات السورية ستضعف حزب الله وتنهيه، فيؤكد أبو زيد أن "لا شيء ينتهي في لبنان، ولكن السؤال هو كيف سيبقى حزب الله، وبأي مشروع، وعلى أي ضفة".

ويختتم أبو زيد حديثه بالإشارة إلى أن "التطورات ستحدد التحالفات في أي استحقاق مقبل، وأن مصير لبنان سيُقرَّر وفق التسوية السياسية الإقليمية والدولية".