"ليبانون ديبايت"

ليس جديداً خبر انتشار أو غزو الدولار المزوّر الأسواق اللبنانية، وخصوصاً الدولار من فئة الخمسين دولاراً، والتي من الصعب كثيراً التمييز بينه وبين الحقيقي، حيث أن اكتشاف الفروقات ما بين الدولار المزيّف والدولار الحقيقي قد يتطلّب معرفةً بتفاصيل عدة قد يكون من الصعب على المواطن معرفتها.

وفيما تتزايد التحذيرات من هذه الظاهرة التي تنتشر بقوة في الإقتصاد الذي يعتمد على "الكاش" في لبنان، تؤكد أوساط إقتصادية معنيّة بأن الحل الجذري لتفادي أي انتشار للدولارات المزوّرة يكون عبر الحدّ من اقتصاد "الكاش"، والإعتماد على المصارف والشيكات المصرفية في العمليات المالية.

وتشدّد هذه الأوساط ل"ليبانون ديبايت"، على أن مواجهة "غزو" الدولارات المزوّرة للأسواق اللبنانية ووقع المواطن ضحيةً وزيادة معاناته في ظل الأزمة الحالية، تبدأ من خلال الإصلاحات المالية والتشريعات الضرورية، كما إعادة هيكلة القطاع المصرفي.

أمّا عن أسباب هذا الغزو، فتوضح الأوساط، أنها ترجع لعاملٍ من ثلاثة، بمعنى أنها إمّا تعود إلى قيام البعض برمي دولارات مزيّفة في السوق بسبب وجود نقص بكمية الدولارات، وإمّا أن تكون هناك جهات تسعى إلى التخلّص من الدولارات المزوّرة الموجودة في حوزتها، قبل انتظام الأوضاع المالية في البلاد وانتظام الوضع المصرفي وتشريع القوانين الإصلاحية المطلوبة من الهيئات الدولية وصندوق النقد الدولي.

كذلك، تشير الأوساط إلى احتمال آخر وهو العملية برمتها "مفبركة"، لأن الحديث عن ظاهرة الدولارات المزوّرة في الأسواق تكرّر أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، وقد يكون السبب هو دفع المواطنين باتجاه التخفيف من اقتصاد "الكاش" وتوجيههم نحو المصارف للتعامل معها كما في السابق.