حذر رئيس جهاز المخابرات الفرنسي، نيكولا ليرنر، اليوم الجمعة، من أن احتمال الانتشار النووي الإيراني يشكل تهديدًا خطيرًا قد يتصاعد في الأشهر القادمة.

وأوضح ليرنر أن فرنسا وبريطانيا تعملان معًا على وضع استراتيجيات مشتركة لمواجهة هذا التحدي المحتمل، مشيرًا إلى أن وكالات المخابرات في البلدين تتعاون عن كثب لمكافحة هذا التهديد، الذي وصفه بأنه "أحد أخطر التهديدات"، إن لم يكن "الأخطر على الإطلاق" في الفترة المقبلة.

جاءت تصريحات ليرنر في وقت تشهد فيه مدينة جنيف محادثات بين إيران وقوى أوروبية، لمناقشة تطورات البرنامج النووي الإيراني في ظل الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط، فضلًا عن علاقات طهران مع روسيا في ظل الحرب في أوكرانيا.

وأكد المسؤول الفرنسي على أهمية دور المخابرات في تقديم الدعم للسلطات لتحديد القرارات والاستراتيجيات المناسبة لمواجهة هذا التهديد.

من جهته، أيد ريتشارد مور، رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني "إم.آي6"، تصريحات ليرنر، معتبرًا أن "الطموحات النووية لهذا النظام تظل تهديدًا مستمرًا لنا جميعًا".

وكانت قد شهدت مدينة جنيف السويسرية، اليوم الجمعة، محادثات بين إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا لبحث الملف النووي الإيراني.

ووصفت طهران هذه المفاوضات بأنها "صعبة"، في ظل توترات متزايدة مع الاتحاد الأوروبي وتحذيرات إيرانية باحتمال تغيير عقيدتها النووية، خاصة مع تصاعد التوترات مع إسرائيل.

كما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني كبير قوله إن المحادثات ستكون "صعبة وجادة"، مؤكدًا أن طهران ستطلع الصين وروسيا على نتائجها الأسبوع المقبل، معتبرة أن الأزمات الإقليمية والنزاع النووي الإيراني مرتبطة بالعلاقات العسكرية الإيرانية مع روسيا.

وأشار المسؤول الإيراني، إلى أن آلية العودة السريعة للعقوبات تشكل العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى حل، مضيفًا أن استكمال خريطة طريق مع الترويكا الأوروبية قد يدفع واشنطن لاتخاذ قرار بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018.

ودعت إيران الاتحاد الأوروبي إلى التخلي عن سلوكها "غير المسؤول" في القضايا الدولية.

جاء ذلك بعد لقاء الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا مع المسؤولين الإيرانيين مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي في جنيف، والذي أكد على ضرورة وقف دعم إيران العسكري لروسيا، وأهمية إيجاد حل دبلوماسي للمسألة النووية وتجنب التصعيد.

وكشف تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن نية إيران تركيب أكثر من ستة آلاف جهاز طرد مركزي إضافي لتخصيب اليورانيوم في منشآتها، وتشغيل مجموعات جديدة من هذه الأجهزة في موقع نطنز، فيما ذكرت إيران أنها سترفع نسبة التخصيب إلى 5%، مما يزيد من خطر الانتشار النووي.

ورغم عدم الإشارة في التقرير الأخير إلى تخصيب بنسبة 60%، فإن الوكالة أكدت سابقًا أن إيران تواصل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، الذي يمكن تحويله بسرعة إلى نسبة 90% المستخدمة في تصنيع الأسلحة النووية.

وحذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من احتمال تغيير طهران لعقيدتها النووية نحو إنتاج أسلحة نووية، إذا استمرت الدول الغربية في تهديداتها بإعادة فرض العقوبات الأممية.

وفي المقابل، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن بلاده بدأت ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ردًا على الضغوط الدولية.