Beirut
13°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
بعد وقف إطلاق النار... إيران وحزب الله في مفترق طرق
المصدر:
الحرة
|
الخميس
28
تشرين الثاني
2024
-
7:14
اعتمدت إيران على أذرعها في منطقة الشرق الأوسط لتمرير أجندتها السياسية والإستراتيجية، وكان حزب الله من أبرز هذه الأذرع المسلحة التي تلقت دعماً مالياً ولوجستياً مستمراً من طهران.
بفضل هذا الدعم، استطاع حزب الله توسيع نفوذه في لبنان، والسيطرة على مفاصل الدولة، مما عمق الانقسامات السياسية وأدى إلى تعقيد الأوضاع الداخلية في البلاد. ولعب الحزب دوراً محورياً في تحديد سياسات السلم والحرب، مما جعل لبنان يواجه صراعات إقليمية ذات تبعات خطيرة.
ومع وصول الوضع إلى طريق مسدود، فإن "اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قد لا يخدم مصالح طهران، التي ترغب في إبقاء الوضع متوتراً في المنطقة لتتمكن من فرض شروطها على المجتمع الدولي"، حسبما يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة باي أتلانتيك في واشنطن، باولو فان شيراك.
من جانبها، رحبت إيران، يوم الأربعاء، بقرار وقف إطلاق النار في لبنان، لكنها أضافت أنها "تحتفظ بحق الرد" على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت أهدافاً في إيران في 26 تشرين الأول الماضي، وذلك رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران ضد إسرائيل في بداية الشهر نفسه.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده تأمل في أن يؤدي الاتفاق إلى وقف دائم لإطلاق النار.
لكن على الرغم من هذه الترحيب الرسمي، يرى فان شيراك أن إيران "لن تقبل هذا الاتفاق بسهولة"، ولكن في المقابل، فإن قدرتها على تعطيله تبدو محدودة. ويشير إلى أن إيران تجد نفسها في موقف ضعيف في هذا السياق، حيث أصبحت قدرات حزب الله في مواجهة إسرائيل أضعف من ذي قبل، وموقف إيران في الساحة الدولية هشاً لدرجة أنها لا تستطيع فرض رؤيتها على المجتمع الدولي.
وتتزامن هذه التطورات مع تراجع قوة حزب الله، الذي تكبد خسائر فادحة في صفوف قياداته إثر الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، بما في ذلك اغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في أحد الهجمات الأخيرة. ومع الانتكاسات المتتالية، بدأت صورة الذراع الإيرانية القوية في المنطقة تتبدد شيئاً فشيئاً.
وتعد إيران قد خسرت في السنوات الأخيرة تأثيرها في لبنان، بعد أن كانت تسيطر بشكل شبه كامل على القرار السياسي عبر حزب الله. ومع أن الحزب تراجع عن بعض المواقع الاستراتيجية بسبب الضغوط العسكرية والسياسية، إلا أن فان شيراك يرى أن "حزب الله ما زال موجوداً"، رغم تراجعه الواضح.
وقالت السفيرة الأميركية السابقة، جينا أبيركرومبي - وينستانلي، إن "حزب الله في وضع أضعف مما كان عليه في عام 2006". وأضافت أن إيران لا ترغب في أن يزيد الحزب من تعقيد الأوضاع أو يوسع نطاق النزاع، مما قد يجرّها إلى حرب مع إسرائيل.
ورغم هذه التطورات الدبلوماسية، فإن أعمال القتال لم تتوقف. ففي الأيام التي سبقت تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على بيروت وأجزاء أخرى من لبنان، مما أسفر عن استشهاد 18 شخصًا على الأقل. وفي المقابل، واصل حزب الله إطلاق صواريخه على الأراضي الإسرائيلية.
وفي سياق هذه المواجهات المستمرة، استشهد أكثر من 3760 شخصًا في لبنان، بينهم العديد من المدنيين، بينما أُجبر 1.2 مليون شخص على النزوح بسبب القصف.
ويتضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه وقف الأعمال العدائية لمدة 60 يومًا، وقد تم وصفه كأساس لتهدئة دائمة. وحسب الباحث السياسي اللبناني حسن قبلان، يعد هذا الاتفاق بمثابة "إحياء لقرار 1701"، الذي تم التوصل إليه في عام 2006 لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
يشمل الاتفاق تعزيز انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية.
ورغم التفاؤل الذي يثيره الاتفاق في بعض الأوساط، يصر عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، يوسي يوناه، على أن وقف إطلاق النار لا يعني تحقيق نصر كامل، مشيراً إلى أن القرار لا يتضمن "أهدافًا شاملة"، لكنه يمثل "مكاسب إيجابية" خاصة في تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701، وهو ما قد يشير إلى بداية تراجع نفوذ حزب الله في المنطقة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا