Beirut
12°
|
Homepage
الراعي عاتب على الأحزاب المسيحية... ورسالة مشفرة من زيارته لعبد المسيح!
الاثنين 25 تشرين الثاني 2024 - 16:54

"ليبانون ديبايت"

كانت زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى منطقة الكورة حدثًا لافتًا، لكن ما يثير الإنتباه أكثر في هذه الزيارة أن الراعي خصّ النائب الأرثوذكسي أديب عبد المسيح بزيارة إلى دارته، دون غيره من نواب المنطقة.

هذا الأمر أثار استغراب العديد من نواب الشمال، حيث لم يتوانَ البعض عن طرح تساؤل كبير حول سبب تخصيص الزيارة لهذا النائب تحديدًا، وما هي الرسالة التي أراد البطريرك توجيهها إلى النواب الآخرين.


ويُفهم من الرسالة غير المباشرة التي نقلها اللقاء، ومن خلال ما تم تناقله عن فحوى الحديث، أن البطريرك كان يعبّر عن عتب كبير على نواب وقيادات الموارنة، خاصةً أن هؤلاء قد خففوا من حدة المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، بعدما أصبح همهم الأساسي هو القضاء على حزب الله على حساب الاستحقاق الدستوري الأهم، وكأنهم سلموا بأن انتخاب الرئيس يأتي في المرتبة الثانية ضمن أولوياتهم، مما قد يساعد المراهنين على وصولهم إلى سدة الرئاسة.

من المحتمل أن تكون الزيارة إلى النائب عبد المسيح جاءت في سياق استمراره في المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، بعيدًا عن التطورات السياسية المرتبطة بالحرب، فالمطالبة اليوم بانتخاب رئيس فور وقف إطلاق النار يمكن أن تُعتبر هدية لبنيامين نتنياهو، كأن القرار في لبنان مرهون بيده باعتباره المتحكم في وقف إطلاق النار.

يمكن وصف تحركات البطريرك الراعي بأنها تعبير عن إيمانه بخط بعض النواب المستقلين، من بينهم النائب عبد المسيح، إضافة إلى عتبه الناعم على النواب بسبب تراجعهم عن المطالبة بانتخاب رئيس، وكذلك على الأحزاب الكبرى مثل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والمردة، ويبدو أن الراعي لاحظ تراجع الزخم في مطالبتهم بانتخاب الرئيس، رغم أن هذا الموضوع يجب أن يبقى الأولوية القصوى، بغض النظر عن مسألة وقف إطلاق النار أو استمرار الحرب.

عتب الراعي لا يخفى على أحد، فهو كرجل دين يطالب في كل عظاته بانتخاب رئيس، فما الذي يمنع الأحزاب المسيحية من خوض معركة انتخاب الرئيس؟ في عظته الأخيرة، لم يرفع السقف في وجه المفاوض اللبناني بشأن وقف إطلاق النار، بل استغل هذه القضية لتسليط الضوء على أهمية انتخاب رئيس من أجل الحفاظ على الدستور والصلاحيات المنوطة حصريًا برئيس الجمهورية.

يمكن اعتبار زيارة النائب عبد المسيح بمثابة مبادرة من الراعي تجاه النواب الذين ينادون بانتخاب رئيس، وقد خص النائب عبد المسيح بالزيارة تعبيرًا عن تأييده لمواقفه، خصوصًا بعد زيارته إلى معراب وما طرحه بشأن المادة 52، ومن المرجح أن الراعي تابع ما قاله عبد المسيح، وكذلك تصريحاته بعد لقائه مع المطران إلياس عودة، حيث كرّر ما يتعلق بالمادتين 52 و65.

وتتطابق النظرة بين الرجلين، في إطار أن انتخاب الرئيس أمر ملح وضروري لإبرام اتفاق هو حصرًا برأيهما من مسؤوليات رئيس الجمهورية.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
9 5 ظاهرة "استثنائية" تضرب لبنان... وتحذير من الـ 48 ساعة المقبلة! 1
10 6 2
11 7 3
12 8 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر