أفادت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الأحد، بأن إسرائيل تدرس إمكانية فرض وقف إطلاق نار محدد المدة على الحدود الشمالية مع لبنان، في خطوة تهدف إلى تجنب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي ضدها.

هذه التطورات تأتي في وقت حساس، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل، خاصة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تدعو إلى إنهاء التصعيد العسكري في لبنان وقطاع غزة.

وفقًا لتقارير صحافية إسرائيلية، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن فرص التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار في الشمال تزداد بقيادة المبعوث الأميركي آموس هوكسيتن، وبتشجيع من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

وأضاف المسؤولون الأميركيون أن هناك تقدمًا في المحادثات بين الأطراف المعنية وأن التسوية في الشمال ممكنة.

وفي هذا السياق، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن هناك تقدماً حقيقياً في الاتصالات مع لبنان حول وقف الأعمال القتالية على الجبهة الشمالية. مسؤولون إسرائيليون أشاروا إلى أن الاتفاق المقترح يعتبر "جيدًا جدًا" لإسرائيل ويمثل خطوة مثالية لحماية مصالحها الأمنية.

من جانبه، نقل موقع "واي نت" الإسرائيلي عن مصادر أميركية تأكيدها أن إسرائيل وحركة حماس قد يتوصلان إلى اتفاق محدود في المستقبل القريب، يتعلق بإطلاق سراح عدد من الأسرى والمحتجزين، في خطوة قد تساهم في تقليل التوترات على الجبهات الأخرى.

وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، خاصة من إدارة بايدن، التي تُطالب إسرائيل بوقف العمليات العسكرية على جبهات عدة، لاسيما في غزة ولبنان.

في وقت سابق، عبّرت دول غربية عن قلقها من تداعيات التصعيد المستمر على المدنيين، حيث يتزايد عدد الضحايا والمصابين في المناطق المتضررة، لا سيما في لبنان، الذي شهد مئات الغارات الجوية منذ بداية التصعيد العسكري في ايلول الماضي.

مصادر إسرائيلية قالت إن تل أبيب تأمل في التوصل إلى تسوية تتيح لها إيقاف القتال في الشمال، من أجل تخفيف الضغوط العسكرية والدبلوماسية.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي حقق عدة إنجازات على الأرض، بما في ذلك تدمير بنى تحتية تابعة لحزب الله، فإن إسرائيل تسعى أيضًا لحل سياسي قد يمنحها المزيد من الأمان الدبلوماسي على الساحة الدولية.

من جهة أخرى، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي يقترب من إعلان نهاية عمليته البرية في جنوب لبنان، بعد أكثر من شهر من بدء العمليات العسكرية هناك. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 90% من المهام البرية قد تم تنفيذها بنجاح، وأن القوات الإسرائيلية بصدد إعادة الانتشار على طول الحدود اللبنانية بعد تحقيق أهدافها العسكرية.

العملية البرية شهدت تحقيق عدة إنجازات هامة، بما في ذلك اكتشاف بنى تحتية تابعة لحزب الله وتدمير مخابئ أسلحة واعتقال عناصر من الحزب قدموا معلومات استخباراتية قيمة. ورغم هذا، لا يُتوقع أن تُعلن إسرائيل رسميًا عن إنهاء العملية البرية حتى يتم التوصل إلى اتفاق سياسي شامل مع لبنان.

وفي وقت سابق، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن هدف الحملة العسكرية هو تمكين عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين في الشمال من العودة إلى ديارهم بعد أن اضطروا للفرار بسبب التصعيد المستمر على الحدود مع لبنان.

تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه لبنان تصعيدًا عسكريًا منذ 23 ايلول 2024، تزامنًا مع الحرب في غزة التي بدأت في السابع من تشرين الاول 2023. الهجمات الإسرائيلية على لبنان أسفرت عن استشهاد 3136 شخصًا وإصابة أكثر من 13 ألف آخرين، بينهم العديد من النساء والأطفال. كما تسببت الغارات الجوية والعمليات البرية في نزوح نحو 1.4 مليون شخص داخل لبنان.

على الجبهة الجنوبية، استهدفت الطائرات الإسرائيلية عدة مناطق مدنية في لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت وقرى الجنوب، في محاولات للحد من قدرة حزب الله على القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل.

تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من المجتمع الدولي لإنهاء الأعمال العسكرية في لبنان وفلسطين المحتلة. في هذا الإطار، يدفع البيت الأبيض حكومة نتنياهو للبحث عن حلول سياسية ووقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، لا سيما على جبهة لبنان، لتجنب أي تداعيات قد تُفضي إلى تدخل دولي، بما في ذلك اتخاذ قرارات من مجلس الأمن الدولي.

في ظل هذه التطورات العسكرية والدبلوماسية، تبقى إسرائيل في موقف حرج حيث تدرس إمكانية التوصل إلى تسوية مع لبنان لتفادي التصعيد العسكري الإضافي، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء العمليات العسكرية التي أسفرت عن مئات الضحايا ونزوح جماعي في لبنان وفلسطين.