قال الخبير العسكري العميد حسن جوني إن حزب الله يستفيد من الثغرات الناجمة عن المناورة البرية الإسرائيلية في الجنوب، حيث يستغلها بمهارة، متوقعًا مزيدًا من التصعيد والتوتر على الجبهة الشمالية في ظل تعثر المفاوضات.

وأوضح جوني، في حديثه لقناة "الجزيرة"، أن أي عملية برية قد تفرز ثغرات ميدانية نتيجة لتحركات القوات والآليات العسكرية وتجمعها، مؤكدًا أن مقاتلي حزب الله يتعاملون مع هذه الثغرات بحرفية ملحوظة في تحديد الأهداف واستهدافها.

وأشار حزب الله، مساء امس الخميس، إلى مقتل أكثر من 95 جندياً وضابطاً إسرائيلياً وإصابة نحو 900 آخرين منذ بدء التوغل الإسرائيلي في جنوب لبنان قبل شهر.

وذكر في بيان أن مقاتليه دمروا 42 دبابة من طراز ميركافا، و4 جرافات عسكرية، وآليتين من طراز هامر، وآلية مدرعة وناقلة جنود، بالإضافة إلى إسقاط 5 طائرات مسيرة إسرائيلية.

وبيّن جوني أن الجيش الإسرائيلي يسعى لعزل بلدة الخيام الحدودية والالتفاف عليها من الشرق، متجنبًا الهجوم المباشر عليها من سهل الخيام بسبب أهميتها الرمزية في الجنوب.

ورجح جوني أن تعثر المسار التفاوضي لوقف إطلاق النار قد يُعيد حزب الله وإسرائيل إلى الميدان، متوقعًا تصعيد الجبهة في ظل استمرار الاستراتيجية الإسرائيلية للتدمير "التي تهدف لدفع المسؤولين اللبنانيين للرضوخ لشروط مذلة تمس السيادة".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه يمكنه تحقيق إنجازات على الأرض تسمح له باستثمارها سياسيًا، مما يجعله مقتنعًا بقدرته على الضغط أكثر على الداخل اللبناني والمفاوضين.

في المقابل، يعتقد جوني أن حزب الله يلتزم بالضغط على المجتمع الإسرائيلي "لإيلامه أكثر بهدف إجبار إسرائيل على قبول مناخ تفاوضي مرن".

وأشار جوني إلى أن الخسائر البشرية التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي تلعب دورًا كبيرًا في إقناع الإسرائيليين بعدم جدوى الحرب وضرورة التوجه نحو الدبلوماسية، خاصة في ظل معاناة الجيش من نقص في القوات والمعدات.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن شهر تشرين الأول الماضي هو الأكثر دموية منذ الهجوم الذي وقع في 7 تشرين الأول 2023، حيث قتل 88 جندياً ومدنياً إسرائيلياً. وأوضحت الصحيفة أن 37 جندياً إسرائيلياً قتلوا في معارك جنوب لبنان وعلى الحدود الشمالية في الشهر الماضي، مقابل 19 جندياً إسرائيلياً قتلوا في قطاع غزة.