"ليبانون ديبايت"

إلى جانب الدعم الإنساني والإنمائي للبنان، فإن عنواناً لافتاً قد طغى على كل ما دار في مؤتمر باريس من مناقشات، وهو المطالبة الفورية بوقف إطلاق النار، والذي بدا متناغماً مع خطاب لبنان الرسمي الذي سبق المؤتمر والذي يُضاف إليه مطلب تنفيذ القرار 1701.

إلاّ أن السؤال الأساسي المطروح بعد محطة مؤتمر باريس، يتركز حول مقاربة لبنان للقرار الدولي، حيث أن أكثر من مقاربة مطروحة للقرار 1701 كما لليوم التالي للحرب، إذ هناك من يعتبر أنه لم يعد مناسباً لطرفي الصراع، أي "حزب الله" وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، كما هو مطروح من قبل الأطراف الأخرى وخصوصاً المجتمع الدولي.

ولم ير رئيس تحرير صحيفة "اللواء" الكاتب السياسي صلاح سلام، في مشهد مؤتمر باريس، إلاّ العنوان الإنساني والإغاثي الذي يقتصر أيضاً في الوقت الحالي، على المستوى الطبي والغذائي فقط، مشيراً في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، إلى أن وقف النار لا يُقرر على طاولة المؤتمر المذكور، بل هو لدى الولايات المتحدة الأميركية، التي تعتبر بدورها أنه "لم يحن أوان وقف النار بعد.."، وذلك بدلالة غياب واشنطن عن المؤتمر.

وعليه، فإن سلام يكشف عن مقاربتين مختلفتين للقرار 1701، إيرانية وأميركية - إسرائيلية، وليس أي مقاربة أخرى من أي طرف كان، خصوصاً إذا كان هذا الطرف عاجزاً عن تنفيذ أي خطوة على الأرض أو في الميدان.

وعن آليات التنفيذ بالنسبة لانتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني وفق ما شددت عليه مقررات مؤتمر باريس، فيؤكد سلام أن الجيش جاهز للإنتشار وللتنفيذ، إنما هذه الخطوة لن تحصل قبل وقف إطلاق النار أولاً، مع العلم أن القرار 1701، لم يعد كافياً بالنسبة لإسرائيل.

وعلى مستوى الموقف اللبناني أو موقف "حزب الله" تحديداً، فيكشف سلام أن "الكلمة للميدان"، لأنه حتى بالنسبة للحزب فإن هذا القرار لا يعني شيئاً اليوم.

ورداً على سؤال حول حديث وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن "الحرب الأهلية" في لبنان، يستبعد سلام مثل هذا الإحتمال، إلاّ أنه لا ينكر أنه وفي حال طالت فترة النزوح وتعقدت الأمور، من الممكن حصول بعض الإشكالات في الشارع، حيث أن الوضع مرهون بما سيحصل لاحقاً.

وعن الدعم الذي أقرّه المؤتمر للبنان، فيوضح سلام أن المساعدات التي جرى الإعلان عنها وهي تقارب المليار دولار، لن تصل إلى لبنان إلاّ بعد وقف إطلاق النار، باستثناء المساعدات الطبية والغذائية وليس أي مساعدات من طبيعةٍ أخرى.