"ليبانون ديبايت"

قال مصدر مطلع على موقف "حزب الله" إن عمليات الإغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد قادة كبار في المقاومة بالإضافة إلى عملية تفجير أجهزة "البايجر" والـ"ووكي توكي" التي كان يحملها عناصر الحزب في مختلف قطاعاته وتسببت بمقتل العشرات منهم وسقوط آلاف الجرحى الذين أصيب المئات منهم بإعاقات دائمة، فرضت على الحزب البدء بالتعامل بأسلوب جديد ووسائل جديدة في المواجهة مع إسرائيل بعد ظهور فجوة واسعة جداً بين سلاحه التقني والسلاح الإسرائيلي المماثل الذي مكّن تل أبيب من اغتيال بعض قادة المقاومة في الضاحية الجنوبية وعلى الجبهة الجنوبية، بنحوٍ أثار الذهول وأثّر في بعض الأحيان على الوضع المعنوي للحزب وللمقاومة التي يقودها.

وذكر المصدر أن قيادة الحزب طلبت بحزم من جهاز الأمن الوقائي فيه الإنكباب بقوة على درس تطوير وسائل المقاومة التقنية واقتراح الوسائل المطلوبة للنجاح في مواجهة التقنية الإسرائيلية الجديدة التي استخدمت في الإغتيالات والتفجيرات الأخيرة، وتمّ التشديد على وجوب كشف التقنية التي استخدمت في تفجير أجهزة الإتصال. ويجري الآن فحص دقيق للأجهزة التي انفجرت وتلك التي لم تنفجر لمعرفة كيف تمّ تفجيرها وهل في الأمر اختراق أمني خطير للحزب وبأي وسائل؟ وكيف حصل هذا الإختراق الأمني المخابراتي الفائق الدقة أو "الإختراق النظيف" كما يصفه البعض؟ وإذا كان هذا الإختراق موجوداً فعلى أي مستوى في الحزب، وهل هو في مستوى من يعرفون ما في الخزائن من أسرار أم أنه اختراق على مستويات معينة خصوصاً وأنه سبق للحزب أن اكتشف قبل سنوات بعض الإختراقات في جهازه العسكري؟

ويؤكد المصدر أن الحزب يدير ورشة التحقيقات بهدوء على الرغم من أنها دقيقة وواسعة النطاق، تتوخى تعزيز الجهاز الأمني الحزبي وتنقيته من أي اختراقات قد تكون عرّضت الحزب للضربات الموجعة التي تلقاها منذ اغتيال نائب رئيس حركة "حماس" الشيخ صالح العاروري في كانون الثاني الماضي في عمق الضاحية الجنوبية، ومن ثم في اغتيال بعض قادة القيادات الميدانية الكبيرة في المقاومة في الجنوب ومن ثم اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر وبعده القائد إبراهيم عقيل، فضلاً عن كشف ألغاز وأسرار تفجير الـ" ووكي توكي" و"البيجر". ويؤكد المصدر أن الحزب سيكون شفافاً كعادته في كشف ما يجب كشفه ممّا ستتوصل إليه التحقيقات، لأنه عادةً لا يخفي مسائل من هذا النوع على بيئته ولا على اللبنانيين، بعدما عوّدهم على الشفافية والصدق في الوعد والقول، على حد تعبير المصدر.

وقد شاعت معلومات ليل أمس أن الحزب تمكن من ضبط جاسوس بالجرم المشهود في محاولة اغتيال قائد وحدات المقاومة في الجنوب علي الكركي في محلة حي ماضي من منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقيل إن الجهاز الأمني المختص في الحزب، ضيّق حلقة العارفين بخطوة معينة هي عبارة عن مناورة طُلب من الكركي القيام بها، فتمكن الجهاز من توقيف هذا الجاسوس بمجرد حصول الغارة على المبنى الذي تمّ ايهامه بأن الكركي موجود فيه.