"ليبانون ديبايت"

ليس من باب النقاش أبداً أن حزب الله لن يرد على الهجومين غير المسبوقين اللذين طالا مناطق واسعة من لبنان، وبطريقة غير مسبوقة في تاريخ الحروب. النقاش اليوم يدور حول كيفية الرد بما يؤلم العدو دون التسبب في حرب واسعة.

من هذا المنطلق، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن حزب الله سيرد حتمًا، لكنه لا يحدد الطريقة التي سيرد بها ولا الأسلوب. ومن المقرر أن يتحدث الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، عند الخامسة من مساء اليوم، حيث يرجح قصير أنه سيحدد آفاق وطبيعة الرد ورؤية الحزب لما جرى وسيتحدث في هذا الأمر بالتفصيل.

بتقديره، فإن حزب الله سيذهب إلى رد غير تقليدي، لكن من دون الذهاب إلى حرب واسعة، أي شكل جديد من الردود. لا يريد الحزب الدخول في هذه الحرب، لكنه يسعى للرد بقسوة على إسرائيل، سواء بالشكل الأمني أو العسكري أو السيبراني. لا أحد يعلم كيف سيكون هذا الرد، لكن المؤكد أنه سيرد حتمًا.

وهل يراهن العدو الإسرائيلي على ما يعتبره إنجازًا بإقصاء عدد كبير من العناصر الحزبية عن المعركة إذا كان يعد العدة لذلك؟ يستبعد قصير هذا الأمر، ولكن إذا كان العدو يظن ذلك، فإن الذين أصيبوا في الهجمات يشكلون القسم اللوجستي وليس القسم الأمني أو العسكري في حزب الله. معظمهم يعمل في الإطار التمريضي أو الثقافي أو التربوي أو الاجتماعي أو في مجال الحماية، فهؤلاء ليسوا من ضمن الجسم العسكري.

ولفت إلى أن معظم من أصيبوا في الهجومين خرجوا من المستشفيات، باستثناء عدد محدود لا يزال تحت العناية ويخضع بعضهم للعمليات. إذا كان العدو يراهن على أن هذه الضربات ستؤدي إلى إضعاف حزب الله، فإن هذا الرهان ليس في محله.

أما عن المفاجآت الأخرى التي يعد بها العدو الإسرائيلي، فيقول قصير إن حزب الله لديه مفاجآت أيضًا. اليوم، وجه حزب الله ضربة لإحدى المواقع العسكرية الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل وجرح حوالي 15 جنديًا. برأيه، المعركة مفتوحة وستُستخدم فيها جميع الوسائل، وكما أن إسرائيل قادرة على توجيه ضربات، كذلك حزب الله قادر على ذلك.

ويتوقع قصير أن يصدر موقف واضح من السيد نصر الله اليوم بالتصعيد ردًا على إسرائيل.