"ليبانون ديبايت"

زاد إعلان الرئيس الإيراني أن إيران لا تملك نوعية الصاروخ الذي أطلقته جماعة الحوثي على إسرائيل، والنفي الإسرائيلي لأن تكون القبة الحديدية قد فشلت في اعتراضه، من حجم الضبابية المحيطة بالصاروخ الباليستي أو"هايبر سونيك - فرط صوتي"، كما سمّاه الخبراء، بالتوازي مع تأكيد الحوثي قصف إسرائيل ب"صاروخ حديث"، تمكن من قطع ألفي كيلومتر. وإزاء هذه الضبابية، يتحدث الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، عن أهمية القوة الجوية في الحروب اليوم، وعن تطوير هذه القوة من مسيّرات وصواريخ بعيدة المدى وباليستية أو فرط صوتية وتقنيات أخرى.

ويفنّد العميد ملاعب تفاصيل الصاروخ اليمني الذي اخترق الدفاعات الجوية والرادارات في المنطقة، فيوضح لـ "ليبانون ديبايت"، أن الصاروخ الباليستي هو الصاروخ الذي يُطلق ويخرج من الغلاف الجوي، والذي لا تتحكم به الجاذبية، ولكن الحشوة فيه، موجهة بطريقة تحدد المكان المستهدف بدقة حيث يجب أن يسقط أو نقطة الإسقاط.

ويضيف العميد ملاعب أن الصاروخ المذكور، يتميز بسرعة كبيرة جداً، وتحديداً عندما يدخل الغلاف الجوي في هذه المرحلة، وهو باليستي بمعنى أنه يتجه إلى مسافات بعيدة.

وبالتالي، يشير ملاعب إلى أن اليمن قد عمل على تطوير صناعة الصواريخ منذ أيام علي عبد الله صالح، وبات اليوم الحوثي يصنع الصواريخ مستفيداً من التقنيات الإيرانية، التي سمحت له بالنجاح وذلك بالتعاون مع إيران، إذ تمكن من الوصول إلى صاروخ باليستي وإلى صاروخ فرط صوتي وإلى صاروخ الكروسايد، ما يعني أن لدى الحوثيين، هذه التقنيات الثلاث والتي أثبتت فاعليتها اليوم في استهداف السفن في البحر الأحمر، كما أنهم أثبتوا فاعلية كبيرة في ما قاموا به في حادثة إرسال مسيّرة وصلت إلى تل أبيب منذ حوالي شهرين وأسموها "يافا"، وهو إنجاز يُحسب لهم.

ولذلك يرى ملاعب أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثي يوم الأحد الماضي، هو صناعة يمنية، وقد أعلن اليمنيون أنه صاروخ "هايبرسونيك - فرط صوتي"، لافتاً إلى شكوك لدى إسرائيل ولدى القوى الغربية، بأن يكون الحوثي قد توصل إلى تقنية تصنيع صاروخ "فرط صوتي"، ما يرجّح بأن الحوثيين يتباهون بهذا الأمر ولكن في الواقع من الثابت والمؤكد أنه صاروخ باليستي.

وفي هذا السياق، يقول ملاعب إن الإعلام الغربي أكد هذا التوصيف نقلاً عن محللين غربيين، كما أن إسرائيل بنفسها قالت إن "هذا الصاروخ باليستي و ليس فرط صوتي". وعليه، يتابع ملاعب أنه "يمكن أن يكون اليمنيون يتباهون بأن هذا الصاروخ هو إنجاز فرط صوتي، وحتى أن إيران أعلنت بنهاية العام الماضي، أنها طوّرت صاروخ فرط صوتي، ولكن لم يُجرّب ولم يتم استخدامه، لأنه في الصليات الصاروخية الإيرانية عندما أطلقت إيران 230 صاروخاً في نيسان الماضي، لم يكن بينها أي صاروخ فرط صوتي، علماً أن الرئيس الإيراني أعلن بالأمس أن طهران تملك صاروخ فرط صوتي".