"ليبانون ديبايت"

"الخماسية جدية لكن اللبنانيين غير جديين في مقاربة الإستحقاق الرئاسي".. هذا هو الإنطباع الذي ينقله زوار العاصمة الفرنسية، إذ أن سفراء دول "الخماسية" كما وزراء خارجيتها، لم ينقطعوا عن التواصل مع الأطراف السياسية اللبنانية على امتداد فترة الشغور الرئاسي، وإن كانت الزيارات العلنية قد توقفت في الأشهر الماضية، بعدما بات التركيز بالدرجة الأولى على منع امتداد الحرب من غزة إلى لبنان.

وعليه، فإن من "علّق حراك دول الخماسية في الملف الرئاسي، هم اللبنانيون بالدرجة الأولى"، تقول مصادر نيابية متابعة لـ "ليبانون ديبايت"، إذ تشير إلى أن الرئاسة لم تعد أولوية لدى فريق الممانعة، بينما هي ملف مطروح على الدوام في اللقاءات الروتينية بين موفد الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان والقادة في السعودية خصوصاً وأنه مكلف بمهمة من وكالة التنمية الفرنسية لمنطقة العلا، ولذلك فهو على تماس مباشر مع شخصيات حكومية، ويبذل جهداً أساسياً ضمن "الخماسية"، ومن هنا أتى اجتماعه الأخير مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا.

ويتموضع حراك "الخماسية" الحالي تحت سلم البيان "الثلاثي" في نيويورك بين واشنطن وباريس والرياض وهو المدخل الوحيد للحل في لبنان، بحسب ما تتحدث المصادر النيابية، التي تؤكد أن "الخماسية" تسعى لإدراج الملف الرئاسي في مرتبة متقدمة وإحداث خرقٍ يؤدي إلى انتخاب رئيس الجمهورية.

من هنا، وعلى الرغم من أن المعطيات الداخلية لم تتغير على مستوى المواقف السياسية، فإن المصادر تعتبر أنه لم يعد ممكناً الإستمرار في حالة تصريف الأعمال، وأن يتحول لبنان إلى جمهورية تصريف أعمال، ما استدعى أخيراً تقاطع الإرادات الدولية والإقليمية على تغيير أسس الحل الداخلي والخارجي في لبنان، والإحتكام إلى القوانين اللبنانية، وبالتالي فإن التقاطع "الوفاقي" هو على اعتماد البيان الثلاثي والدستور اللبناني لإنجاز الملف الرئاسي وعبر معادلة لا تحقق ربحاً لطرف سياسي وخسارةً لطرف آخر، علماً أن خسارة الأطراف السياسية تعني حكماً انتصاراً للوطن ووحدة العيش بين اللبنانيين.