"ليبانون ديبايت"- المحرر السياسي

فيما يجري العمل على تزخيم الجهود والمساعي من قبل سفراء الدول المنضوية في "اللجنة الخماسية" المعنية بالشأن اللبناني والمساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية، يبدو جلياً أن الفرصة الزمنية المُتاحة أمام القوى السياسية المحلية للإفادة من هذا الزخم "قصيرة"، ولا تتخطى الأسابيع المعدودة الفاصلة عن استحقاقات سياسية وعسكرية تنتظرها المنطقة.

ولا تشي المواقف والمبادرات الرئاسية في الساعات ال48 الماضية، حول آليات مقاربة الإستحقاق الرئاسي عبر التشاور ثم الإنتخاب، أو الإنتخاب أولاً ثم الحوار أوالتشاور، إلاّ بصعوبة ترجمة الدينامية "الخماسية"، إلى أمر واقع ومعادلة سياسية تسمح بالخروج من الشغور الرئاسي.

ومن هنا، يتمسك عضو كتلة "التنمية والتحرير" الدكتور قاسم هاشم، بالآلية "الواضحة" التي تتضمنها مبادرة الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس الجمهورية، إنطلاقاً من كونها "الأسرع وأقصر الطرق" لإنجاز العملية، كما أن توقيتها محدود بمهلة زمنية لا تتجاوز الأيام السبعة كحدٍ أقصى.

وفي مقابل هذه المبادرة، يصف النائب الدكتور هاشم، ما يُطرح من أفكار رئاسية من قبل أطرافٍ أخرى لم يسمّها، بأنها "مفتوحة ومن دون أفق زمني"، ويكشف ل"ليبانون ديبايت" بأن الإستمرار فيها، يؤدي إلى إطالة أمد الشغور.

ومن الناحية العملية، فإن اقتناع كل الأطراف بالحوار والتشاور وفق دعوة الرئيس نبيه بري، قد لا يكون متاحاً راهناً كما لم يكن متوفراً خلال العامين الماضيين، ما سيخفّف من قدرة الحراك "الخماسي" على نقل الإستحقاق إلى مساحةٍ تلتقي فيها هذه الأطراف عند قناعة تؤمن دفعاً إيجابياً للإستحقاق الرئاسي، حيث يعتبر الدكتور هاشم أن "الإمكانية متوفرة لانتخاب الرئيس، ولكن هذا يتوقف على إرادة القوى السياسية، التي لم تطرح آليةً تنهي الشغور الرئاسي".

إلاّ أن عودة الأزمة الرئاسية إلى دائرة الضوء بفعل الإرادات الخارجية وتحديداً عواصم "الخماسية"، قد تصطدم ب"النوايا" الداخلية، بحسب هاشم، الذي يرى أن احتمالات تطور الإستحقاق في الإتجاه الإيجابي، قد يكون متوفراً، معتبراً أن اللجنة "الخماسية" بما تملك من "رؤية ومَونة" على بعض الفرقاء من جهة، وبقناعتها بأن مبادرة الرئيس نبيه بري تشكل حتى اليوم العامل الأهمّ لإنجاز الإنتخابات الرئاسية من جهةٍ أخرى، ستؤمن عودةً وإحياءً للملف الرئاسي، خصوصاً وأن الظروف قد تساعد اللبنانيين على مواجهة هذه الأزمة، بسبب ما يجري في المنطقة من واقع متوتر والمرشّح لأن يزداد توتراً.

ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، فإن هاشم يفترض "التخلّي عن السقوف العالية، بعدما أثبتت الأيام الماضية أن كل المبادرات الرئاسية التي طرحت بين الحين والآخر، لا تتضمن العوامل والآليات الموضوعية في مبادرة بري".

وعليه، يأمل هاشم أن "لا تطول فترة التفكير كثيراً من قبل القوى السياسية، مع أن كتلاً عدة ككتلة التيار الوطني الحر إلى تكتل الإعتدال وغيرها من القوى السياسية كانت إيجابية في مقاربة مبادرة بري، وهذا يجب أن يدفع إلى التبصّر والحكمة والتروّي في مقاربة الموضوع، للوصول سريعاً إلى مرحلة التشاور".

ويستند هاشم في مقاربته هذه إلى معلومات وأجواء، تسمح له بالقول إن "مغادرة المساحة الإيجابية لن يكون في مصلحة البلد، ولن يساهم في إعطاء فرصة للخروج من أزمة الشغور الرئاسي قريباً، لأن الفرص قد تكون متوفرة الآن وخلال مهلة قصيرة، والاّ سنكون أمام مزيد من التأزم، وهذا لن يكون لمصلحة لبنان واللبنانيين".