Beirut
21°
|
Homepage
حتى لا يتحول مسيحيو لبنان... إلى أقلّية!
المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 20 آب 2024 - 7:06

"ليبانون ديبايت"

ليس تفصيلاً أن يكون الإنشغال السياسي الداخلي مقتصراً في زمن الحرب على السجالات والتباينات في وجهات النظر إزاء العناوين الداخلية والتي تُنبىء بخارطة سياسية جديدة وتحالفات وإعادة تموضع تتماهى مع المستجدات العسكرية قبل السياسية في لبنان كما في المنطقة. ومع ظهور إشارات على تفكك التحالفات السابقة وعلى ظهور نفحة طائفية في أي مقاربة لأي ملف مهما كانت طبيعته، يرسم النائب السابق الدكتور فارس سعيد علامات استفهام تطال واقع الساحة المسيحية، في لحظة إقليمية دقيقة، تتحدد فيها معالم مرحلة جديدة.

وفي حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، يقول الدكتور سعيد إنه يُفترض، وفي لحظة تغيير تاريخ المنطقة، أن يكون هناك خلية أزمة على الساحة المسيحية، لديها مهمات ثلاث أساسية: الأولى "إقناع الرأي العام المسيحي العريض بضرورة إعادة صياغة دور فاعل ، حتى يتسنّى لهم الحضور والفاعلية في المرحلة القادمة، لأنه حتى هذه اللحظة، ما من وعيٍ كاملٍ وكافٍ عند الرأي العام العريض والأحزاب والجماعات والمرجعيات الروحية المسيحية، لعمق الأزمة التي يتخبّط فيها لبنان اليوم، لا بل هناك من يتنكّر لهذه الأزمة ويختزل كل الوضع السياسي المسيحي بالإنتخابات، ويعتبر أن التمثيل الإنتخابي للمسيحيين هو الذي يؤمن لهم حضورهم السياسي، وأنا لست من هذا الرأي".


وتقتصر المهمة الثانية وفق الدكتور سعيد، على "تحديد دور المسيحيين في هذه المنطقة في لحظة إعادة ترتيب المنطقة من جديد، فيما الثالثة، تقتضي أن تكون هذه الخلية من عتّالة سياسيين، يقدمون الإقتراحات لمن هو مؤتمن على المبادرة السياسية، كالأحزاب والكنيسة والقيادات الفكرية والسياسية".

ويستغرب الدكتور سعيد كل ما يتمّ تداوله عن "مراكز أبحاث تتدارس الوضع المسيحي"، موضحاً أنه لم يجد أي "ورقة سياسية تتعلق بعمق الأزمة الحالية، كما لم تصدر أية مواقف أو مقاربات أو قراءات من الجامعات أو المؤسسات المسيحية الثقافية والتربوية، حتى أن الأحزاب تختصر كل الوضع السياسي بموضوع حضورها الإنتخابي، فيما تضعف أدوار وفاعليات المرجعيات الروحية سياسياً أو وطنياً".

وإذ يرفض الدكتور سعيد تحميل أي مسؤولية للأحزاب وللمجتمع أو الجامعات، يعترف صراحةً بأن "الظروف أكبر منا جميعاً وتفترض علينا جميعاً أولاً التواضع، وثانياً التفكير، وثالثاً الفاعلية السياسية".

ورداً على سؤال حول عدم وجود أي جهة تهتم بمستقبل المسيحيين في البلد، يؤكد سعيد أنهم "مشغولون ببعضهم، والأحزاب تشتغل في الإنتخابات، ولاحظنا جميعاً أن الحدث السياسي كبير جداً، ونحن نتحدّث منذ فترة عن خروج هذا النائب وذاك من التيار الوطني الحر، وكيف ستكون ردة الفعل الإنتخابية في هذه المنطقة إذا خرج هذا النائب ودخل غيره، وبالتالي، فإن همومنا أصبحت محدودة أمام أحداث كبرى تفرض نفسها، ولا أحمّل مسؤوليات، إنما أرجو وأتمنى، وأضيء على عنوان من الضروري التفكير فيه".

وفي اللحظة التي يتم فيها إعادة ترتيب المنطقة، يقول سعيد إن "بكركي أمام مسؤولية وطنية كبرى، والمرجعيات المسيحية الأخرى والرهبانيات، والكنيسة لا تعني فقط شخص البطريرك، إنما هي أيضاً رهبانيات وجامعات وأحزاب ونخب ثقافية في لبنان وفي الخارج، لأنه حتى الآن يقتصر عملها على التجمّع من أجل التصويت لهذا الحزب أو لهذا الفريق، ولكن لم يصدر عنها كما كان الحال منذ مئة عام، بل هناك حركات وطنية تبرز في الخارج ومنها تجمعات لمحاربة الفساد في لبنان، وكأن الأزمة في لبنان هي فقط أزمة فساد، وإذا وضعنا الفاسدين في السجن تحلّ المشكلة".

ويحذر سعيد من أن الأزمة عميقة وخطيرة وهي أن "يتحول مسيحيو لبنان إلى أقلّية غير قادرة على التأثير في مجريات الأمور"، مؤكداً أنه "حتى نبقى جماعة فاعلة وفعّالة في هذه المنطقة، نحن بحاجة إلى إعادة صياغة دور من خلال النخب السياسية، فالأوان لم يفت بعد لتحقيق هذا الهدف".

تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
اختفاءٌ غامض في أبو ظبي... الإمارات وإسرائيل في حالة تأهب 9 الضربة التي هزّت بيروت... صفعة حاسمة لمساعي وقف إطلاق النار! 5 تغريدة للحسيني تثير الجدل: هل استهدفت غارة البسطة نعيم قاسم؟ 1
"ليس كل ما يعلم يقال"... الحسيني: اعيدوا النظر! 10 بعد التداول بِـ قاسم وحمية... مصادر إسرائيلية تكشف عن هدف الغارة على البسطة! 6 الأب إيلي خنيصر يكشف عن حدث "استثنائي" للمرّة الأولى منذ 25 عامًا ويُحذّر: "رح تخرب الدني"! 2
تحولٌ نوعي وجريء... "رسالة قوية" من جنبلاط! 11 زعمت إسرائيل استهداف "الشبح" في بيروت... من هو طلال حمية؟ 7 الرياح تصل إلى 90 كم في هذه المناطق غدًا... أيها اللبنانيون: استعدوا جيدًا! 3
سرقات بالجملة 12 "أيقونة منتخب لبنان"... إسرائيل تغتال أحلام سيلين حيدر! 8 ظاهرة "خطيرة" تنتشر في لبنان... والليل يشهد عليها! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر