"ليبانون ديبايت"
على الرغم من أن السقف الذي وضعه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، لردّ الحزب على اغتيال القيادي فؤاد شكر، قد رسم حدوداً تحول دون الإنفجار الذي يجري الحديث عنه، فلا يمكن إغفال السباق المحموم ما بين التهدئة والتصعيد، والذي ما زال في مرحلة المراوحة الفاشلة حتى اللحظة.
ويعزو الكاتب والمحلِّل السياسي غاصب المختار عدم الوضوح في الرؤية، إلى عدم وضوح النوايا لدى المحور ولدى إسرائيل، مرجحاً عدم تسجيل أي تطورات على صعيد هذا الردّ قبل 48 ساعة على الأقل، خصوصاً وأن النقاش في طبيعة الردّ ما زال مستمراً بين قادة المقاومة في المنطقة.
ويقول المحلِّل المختار في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، إن السيد نصرالله اختار تعابيره بدقة متناهية في حديثه عن الردّ على اغتيال شكر، حيث كان دقيقاً في التأكيد على الحكمة في درس أي ردّ على إسرائيل".
ومن الواضح، وفق ما يلاحظ المختار، أنه لدى طرفي المواجهة توجهاً لعدم حصول انفجار في المنطقة، فيما تنشط الديبلوماسية الغربية والعربية، وخصوصاً البريطانية والمصرية، كي "لا يخرج الردّ الإيراني أو ردّ الحزب من لبنان عن إطاره".
وبرأي المختار، فإن الرد الإسرائيلي على ما زعم أنه هجوم على مجدل شمس، كان "مؤذياً، من خلال اغتيال شكر واسماعيل هنية، ولذا، فإن الردّ الذي يُدرس، هو بنفس الحجم والمستوى، أي أنه قوي وموضعي وموجع ومؤذٍ، وهو ما تتحسّب له إسرائيل".
وفي هذا المجال، يتحدث المختار، عن "استعدادات فوق العادة في إسرائيل، واستنفار الجيش والطيران ووصول 12 بارجة أميركية وحاملة طائرات، واستنفار طبي في شمال إسرائيل ووصول أطباء من وسط وجنوب إسرائيل إلى الشمال، واستعدادات لاعتماد ميناء أسدود ليكون بديلاً عن موانىء الشمال حيفا ويافا وغيرها".
إلى أين تتّجه المنطقة؟
عن هذا السؤال، يقول المختار، إن "الوضع في المنطقة اختلف بعد اغتيال هنية وشكر، وكما قال السيد نصرالله باتت المعركة مفتوحة، بمعنى أن كل الخطط والمحاولات والإقتراحات الأميركية للتهدئة في غزة وجنوب لبنان لا تلبّي المطلوب، وهو الضغط الكافي والوافي على إسرائيل لوقف عدوانها أو لكي تُوقف توسيع العدوان خارج غزة، بعدما كانت حجّتها الردّ على طوفان الأقصى، لكنها وسّعت الدائرة إلى لبنان والعراق واليمن وسوريا وطهران، بحيث باتت المواجهة غير تقليدية بل مواجهة مفتوحة، ومن غير الواضح متى تتدرج إلى حرب، لأن مبادرات الحلول سقطت كلها ولا مبادرات للتهدئة قبل أن يستنفد كل فريق خياراته".
وعن الموقف الأميركي وتحركات موفده وسفيرتها في بيروت، يلاحظ المختار، أن "أميركا في حالة إرباك، وأمامها بضعة أشهر قبل الإنتخابات الرئاسية، فهي لا تستطيع أن تفرض أي حل على إسرائيل، ونتنياهو يلعب على الحبلين، حبل ترامب وحبل بايدن الضعيف، ولذلك، فإن ما تطلبه واشنطن والأوروبيون من محور "المقاومة" أكبر مما يطلبه من إسرائيل، إذ يطلب من المحور عدم الردّ ويقول لإسرائيل بأن تخفِّف من استهداف المدنيين".
لكن في المقابل، يسلّط المختار، الضوء على دور روسيا، التي "لن تبقى في موقع المتفرِّج، وتخطِّط لشيء ما، وأبرز معالمه بدا في استقبال بوتين للأسد، واتصالاته الدائمة مع إيران لأن روسيا لن توافق على أن تستفرد أميركا وحلفاؤها بالشرق الأوسط".
اخترنا لكم



