"ليبانون ديبايت"
إذا كانت الضربة الإسرائيلية للضاحية الجنوبية، شبه متوقعة بنتيجة المعطيات التي تجمّعت بخلاصة البيانات والتصريحات الإسرائيلية المتتالية في الأيام الماضية، فإن شبح الحرب الشاملة ما زال خارج الصورة الداخلية والتكهنات على أكثر من مستوى.
إلاّ أن هذا الواقع لا يعني أن التصعيد لن يحضر بقوة بعد استهداف الضاحية الجنوبية، في ظل السباق المحموم ما بين الجهود الديبلوماسية الضاغطة لإيجاد تسوية حدودية، وما بين التطورات الدراماتيكية في الميدان. وعليه يرى الكاتب والمحلل السياسي طوني عيسى، أن اسرائيل تفضل أن يقوم الحزب بالموافقة على الترتيبات التي تريدها في الجنوب من دون قتال.
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يلاحظ المحلل عيسى أن عملية مجدل شمس، يتخذها نتنياهو كذريعة لإنهاء المراوحة عند الحدود وحرب المشاغلة التي يخوضها الحزب عند الحدود، خصوصاً وأن نتنياهو كان في الأساس، يبحث عن خطة تؤدي إلى إنهاء الوضع المضطرب والمؤذي لسكان شمال إسرائيل، وقد جاءت هذه الضربة الغامضة في مجدل شمس، لتعطيه هذه الذريعة ليفعل شيئاً ما.
ويشدد عيسى على أن إسرائيل لا تريد حرباً واسعة، وما يريده نتنياهو هو فقط أن يوقف "حزب الله"، الترابط بين جبهة الجنوب وجبهة غزة والقبول بترتيبات تضمن الأمن لسكان شمال إسرائيل.
وعن الوسيلة لتحقيق ذلك، فيشير عيسى إلى أنها قد تكون بالديبلوماسية أو عبر "نصف ضربة عسكرية مع نصف أهداف دبلوماسية"، مستبعداً بالتالي "الحرب الموسعة".
وبالذهاب نحو هذه الخيارات، يؤكد عيسى أن نتنياهو قد نجح في واشنطن بالحصول على تغطية كبيرة داعمة له ولإسرائيل، بعدما استغل بنجاح فترة الإنتخابات الرئاسية الأميركية، ويريد أن يستثمر هذا النجاح في غزة وفي لبنان، ولكن هناك ثابتة بالنسبة إلى الديمقراطيين والجمهوريين، بمن فيهم دونالد ترامب، كما الأوروبيين والعرب، بأن "القرار 1701 هو المرجع ولا نقبل أن تتجاوز إسرائيل هذا القرار وتهاجم أهدافاً تابعة للدولة، بل فقط أهدافاً تابعة لحزب الله ".
وووفق عيسى، فإن هذا الامر له أهميته، لأنه يعطي الوسيط الأميركي آموس هوكستين، الرصيد لكي يحافظ على وساطته على الساحة اللبنانية، فوساطة هوكستين لم تمت كما قيل، بل إن الفترة المقبلة ستشهد اندفاعة جديدة للوساطات ولهوكستين تحديداً.
|