"ليبانون ديبايت"

عشية التمديد لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، تتنامى التحذيرات الديبلوماسية وبشكل خاص الفرنسية، من خطر أي تصعيد على جبهة الجنوب، توازياً مع استعادة السفارات الغربية بيانات التنبيه لرعاياها من زيارة لبنان، تعود المناخات الأمنية إلى تسجيل حماوة لافتة وذلك على الرغم من أن ما من تطورات ميدانية تُنبىء بانتقال هذه الجبهة إلى مرحلة جديدة، باستثناء الإعلان عن مناورات برية كبيرة في لبنان.

وتتحدث مصادر ديبلوماسية عن أن الحرب الشاملة التي حذرت منها باريس، في تقاطع لافت مع خشية لدى قوات الطوارىء الدولية من "تدهور بسبب سوء الحسابات والتقدير"، ليست سيناريو مطروحاً، على الأقل في المدى المنظور. وتؤكد المصادر ل"ليبانون ديبايت"، أن تصعيد بنيامين نتنياهو لخطابه في الكونغرس، وإغفاله لأي تصور أو حل سياسي أو حتى وقف للنار في غزة، يعكس خطورةً في المشهد على جبهتي لبنان وغزة، خصوصاً وأنه لم يأت على ذكر الصفقة بين إسرائيل وحركة "حماس".

والخطير في أهداف زيارة نتنياهو لواشنطن، هو ما تردد عن سلسلة مطالب من الإدارة الأميركية، تتجاوز الدعم العسكري والسياسي في المرحلة المقبلة، وذلك وصولاً إلى التحرر من المبادرة التي كان قد أطلقها الرئيس جو بايدن من أجل تهدئة الجبهات المشتعلة في غزة وجنوب لبنان.

وهنا، تجزم المصادر الديبلوماسية، بأن السياسة الخارجية الأميركية لن تتغير، وذلك لجهة دعم إسرائيل، إلاّ أنها ترى أن التغيير سيطال نتنياهو تحديداً، والذي لم يعد في موقع يؤهله لاستخدام أي نفوذ أو مساعدة أميركية من أجل مواصلة حروبه، خصوصاً وأن إدارة بايدن، ملتزمة بالحد من التصعيد، ولم تتراجع عن وساطتها من خلال آموس هوكستين، الموفد الخاص للرئيس بايدن، من أجل تنفيذ القرار 1701.

وبمعزلٍ عن استبعاد التسوية في غزة أو تطبيق القرار 1701، فإن هذه المصادر، لا تتوقع أي "انقلاب" على جبهة الجنوب، حيث أن المتغير الوحيد هو رفع منسوب التهويل الإسرائيلي، فيما المعادلة الميدانية الراهنة، ستبقى على حاله، والتي يغلب عليها طابع الإستقرار في الإستنزاف والعمليات التي تندرج في سياق ردود الفعل السريعة والمضادة من طرفي هذه الجبهة.