Beirut
23°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
البرلمان الفرنسي مشرذم و... توجّس في لبنان
فادي عيد
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاثنين
08
تموز
2024
-
7:05
"ليبانون ديبايت"- فادي عيد
لم تكن المفاجأة المدوّية في فرنسا غير منتظرة أو حتى متوقعة، نتيجة الضغط الذي سجل بعد نتائج انتخابات يوم الأحد الماضي، وذلك بدلالة التوجّس الواضح من قبل الفرنسيين أو السلطات من أي ردود فعل محتملة، وهو ما كان قد نقله زوار العاصمة الفرنسية الذين لمسوا هدوءاً مريباً وغير مسبوق في شوارع باريس، تزامن مع إجراءات أمنية، وذلك خلال الساعات القليلة التي سبقت بدء التصويت في الإنتخابات التشريعية بجولتها الثانية.
ومع تصدّر تحالف اليسار المرتبة الأولى، احتلّ معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون المرتبة الثانية، متقدماً على اليمين المتطرِّف، الذي لم يدم انتصاره أكثر من أسبوع، ولكن دون أن تحصل أي كتلة على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية. أي أن المجلس سيكون منقسماً بين معسكرات ثلاثة، ما سيضطره للبحث عن توافق، وربما عن "حوار" على الطريقة اللبنانية، يعمل عليه جان إيف لودريان؟
أوساط ديبلوماسية مواكبة، قرأت في المشهد الفرنسي، مؤشرات على انسدادٍ وشيك، في ضوء مساحة التباعد الكبيرة بين القوى الثلاث المكوِّنة للسلطة التشريعية التي ستتعايش ولكن من دون اتفاق أو توافق، وبالتالي، غياب الأكثرية القادرة على الحسم في الإتجاهات الداخلية أو الخارجية بطبيعة الحال.
وإذا كان فوز تحالف الجبهة الشعبية على حزب التجمع الوطني الفرنسي غير متوقع، رغم أن مفاجأةً ما كانت منتظرة بعد المفاجأة الأولى مساء الأحد الماضي، فإن عدم حصول أي فريق على أغلبية مطلقة في البرلمان، يُنذر بتحويل الجمعية الوطنية، إلى سلطة تشريعية برؤوس عدة، ويحمل كل واحد منها مشروعاً وخطاباً سياسياً واقتصادياً مختلفاً عن الآخر.
ومن المعلوم، أن الحصول على 289 مقعداً يحقّق الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية، ولكن لم تنجح القوى الثلاث في تأمين الأصوات اللازمة لذلك، وهو ما وجدته الأوساط الديبلوماسية، مدخلاً إلى مرحلة جديدة لفرنسا، عنوانها التشرذم، إلاّ في حال حصل توافق سياسي يسمح بتمرير الإختبار الكبير.
وما يهمّ الساحة اللبنانية التي تعيش على حافة الحرب الموسّعة من هذا الحدث الإنتخابي الفرنسي، هو تأثيره على سياسة فرنسا الخارجية، ومن ضمنها الإنعكاس المباشر على أزمات لبنان الداخلية المتنوعة، وفي مقدّمها الفراغ الرئاسي، والذي تعمل الإيليزيه منذ أكثر من عام ونصف على مساعدة اللبنانيين لإنهائه. ولا تنكر الأوساط الديبلوماسية، بأن التعثّر قد يكون عنوان السياسة الخارجية في لحظة الضعف الفرنسية، وإن كان من المبكر القفز اليوم إلى أية خلاصات حول المرحلة المقبلة.
وهنا، تعترف الأوساط، أن الإيليزيه سينشغل بهمومه وبترتيب بيته الداخلي لفترة طويلة، ولن يكون متفرغاً لمتابعة ملف لبنان، رغم أن لودريان يعمل بالتنسيق مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين على إرساء تصوّر لتسوية سياسية وأمنية في آن. إلاّ أن الأوساط نفسها، تجزم بأن الإنشغال الفرنسي عن ملفات لبنان لن يدوم طويلاً، لأن التفاهم حتمي، خصوصاً بين فريقين غير منسجمين، عملاً على تأمين سقوط اليمين المتطرِّف كخطوةٍ أولى.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا