"ليبانون ديبايت"

المرحلة الثالثة التي أعطى المستوى السياسي في إسرائيل للمستوى العسكري البدء بتنفيذها في غزة لم تبصر النور حتى الساعة، لكن هذا الإعلان عن المرحلة الجديدة يرسم أكثر من علامة استفهام حول الأوهام التي يتبعها الإسرائيلي للمجتمع الداخلي لا سيّما أنه لم يحقق أي من الأهداف التي وضعها عند بدء الحرب وهي القضاء على حماس وتحرير الأسرى.

ويوضح مسؤول الإعلام في حركة حماس في لبنان وليد الكيلاني في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أنه حتى الساعة لم يعلن عنها العدو الصهيوني، إلأ أنه أشار بأنه سيبدأ بالمرحلة الثالثة خلال الأسبوع القادم, ولكنه يشير إلى إنتقادات كثيرة حولها من قبل بعض المحللين الإسرائيليين.

ويقول: "هو يدعي أنه إنتقل من المرحلة الأولى إلى الثانية ومن الثانية إلى الثالثة وكأنه يحقق أهدافاً، ولكن من بعد 9 أشهر لم يستطع العدو الإسرائيلي تحقيق أي هدف من الأهداف التي كان يخطط لها، ومنها القضاء على قادة الحماس والمقاومة وتحرير أسراه، كما أعلن أنه سيدخل رفح من أجل إنجاز أو تحقيق النصر المطلق، فهو دخل إلى رفح وأصبح على وشك الخروج منها فأين النصر المطلق، فكل كلامهم أوهام.

ويؤكد أنه يوجد خلاف بين المستوى السياسي والعسكري وهو خلاف واضح وظاهر وهو يترجم من خلال تصريحات المسؤولين العسكريين فالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أعلن أنه لم يمكن القضاء على حركة حماس فهي فكرة متجذرة بالعقول الفلسطينية.

كما يلفت إلى أن أحد المسؤولين أيضا أشار إلى ضرورة وجود هدف محدد لهذه المعركة على إعتبار لا يمكنه القتال طوال العمر وكرر قائد فرقة غزة السابق الكلام بالأسلوب نفسه، لذلك يعتبر الكيلاني أن الخلاف بارز بين المستوى السياسي والعسكري، ويحاولن الإلتفاف على الخلافات بالدعوة للإنتقال من مرحلة الى أخرى.

ووفق اعتبارهم أنهم أصبحوا في المرحلة الثالثة والتي تعني، كما يوضح كيلاني، أنهم سينسحبون من الأماكن المبنية إلى حدود قطاع غزة وعندها يقوم بغارات أو عمليات "جز العشب", كما فعلوا في النصيرات وغيرها من المناطق, فهذا ما يدعيه العدو إلا أن المقاومة على دراية بهذا الأمر.

إذا فالعدو الصهيوني يحاول بيع أوهام للشارع الإسرائيلي ولبعض المسؤولين الذين كانوا شركاءه بالحكومة، والجميع يعلم حجم المعارضة الكبيرة لنتنياهو والتي تنتظره على أي خطأ يرتكبه من أجل الإطاحة به.

أما فيما يتعلّق بالأسرى، فيوضح أن عملية المفاوضات مجمدة حتى الآن ولا يوجد أي تقدم في هذا الملف، لكن الإتصالات قائمة ولكن يمكن وصفها بأنها "حركة دون بركة" بمعنى توجد حركة ولكن دون نتائج تذكر، ويذكر بأن حماس رحّبت بخطاب الرئيس الأميركي جو بايدن وبقرار مجلس الأمن الذي تناول الهدنة بينما في حين ان العدو لم يتجاوب معها.

ويذكّر "قدمنا مقترح مع تعديلات في المقابل لم نسمع أي تعليق من الجانب الإسرائيلي لا على خطاب بايدن لا بالسلبي ولا حتى بالإيجابي ولا على قرار مجلس الأمن إنما الجانب الأميركي يحمّل حركة حماس مسؤولية عدم التوصل إلى مفاوضات أو الوصول إلى نتائج إيجابية وهذا غير صحيح فيتوجب على الإدارة الأميركية الضغط على نتنياهو وليس على حركة حماس، فنتنياهو هو من يؤخر ويعرقل ويراوغ ويماطل في المفاوضات وسمعنا هذا الكلام خلال مقابلته على قناة 14 الإسرائيلية والتي هي تابعة للمستوطنين المتطرفين فهو أعلن بشكل واضح أنهم مع عملية تبادل أسرى جزئية وبعد ذلك يعود إلى الحرب بما يعني أنه هناك مخطط يريد إستكماله فهذه هي تصريحاتهم، فهم يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر.

ولكن يؤكد أن المقاومة واعية جدا لهذا الأمر لذلك أي مفاوضات لن تضمن البندين الأساسيين وقف إطلاق النار وإنسحاب العدو بشكل كامل من قاع غزة فلن توافق المقاومة على أي مقترح ولا هدنة أو أي إتفاقية لا يتضمّن هذين الشرطين.