Beirut
19°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
ما قاله عن لبنان مقلق… ساترفيلد يكشف عن 5 سيناريوهات تنتظر غزة!
المصدر:
ترجمة ليبانون ديبايت
|
الجمعة
28
حزيران
2024
-
7:28
ترجمة "ليبانون ديبايت"
ديفيد ساترفيلد، السفير الأميركي السابق في لبنان، سياسي مُخضرم، شغل مناصب عدة في الشرق الأوسط، عيّنه الرئيس الأميركي جو بايدن بشكلٍ طارئ، مبعوثاً أميركياً خاصاً للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، قبل أن يتنحى عن منصبه في نيسان 2024. أطلّ من ولاية هيوستن في حوار حول أحداث المنطقة، من غزة إلى الجنوب اللبناني، وتناول ما يُحيط بالحرب الدائرة على الجبهتيْن من أبعاد إقليميّة ودوليّة.
في الحوار الذي قارب فيه السفير ساترفيلد القضيّة من مختلف جوانبها، وجد أنّ يحيى السنوار القائد العسكري لحركة "حماس"،هاجم إسرائيل في السابع من تشرين الأول، "لتحقيق هدفيْن :
- الأول هو إحداث صدمة، ليس فقط في إسرائيل، بل في العالم العربي والعالم أجمع، للإضاءة على أهمية الحركة وأنها المُمثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين.
- والهدف الثاني والأبعد، هو إشعال حرب إيران وإسرائيل وتحدّي الولايات المتحدة وإسرائيل ومن ورائهما دولاً عربية تسير في موضوع التطبيع معها".
ويعترف ساترفيلد أنّ "السنوار تمكّن في هذا التاريخ، وبما فاق توقّعاته، من تحقيق أعظم مجزرة بحقّ اليهود، وأدخل إسرائيل في أعظم أزمة وجوديّة منذ ولادتها". ويُشير بشكل واضح إلى أنّ" المجتمع الإسرائيلي لم يتمكّن اليوم من تخطّي أزمة السابع من تشرين".
وفي موقفٍ لافت، يشكر ساترفيلد الرب لأنّ "إيران لم تنجرّ إلى مخطّط السنوار الهادف لإقحامها بالحرب، لا سيّما أنّ إيران وحلفاءها أصيبوابالذهول في 7 تشرين، وكانوا مصدومين ممّا حصل ولم يعلموا بما خطّط له السنوار قبل شنّ العملية، لأنّه لم يكن واضحاً لمحور المقاومة،ما إذا كانت خطة الإستدراج هذه، ستشكّل مبرّراً لإسرائيل بمهاجمة إيران، وبالتالي، إدخال الولايات المتحدة في هذه الحرب".
ويصف ساترفيلد دخول "حزب الله" الحرب بأنه "رمزي وأوحى بأن إيران كانت واضحة بأنها لن تدخل الحرب مباشرة، بل عبر وكلائها"، معتبراً أنّ "القرار الإيراني جنّب المنطقة حرباً إقليمية".
ويشير إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، وفي زيارته المباشرة إلى إسرائيل، "حمل رسالتيْن: الأولى لإسرائيل، وهي أن الولايات المتحدة تدعمها وتساندها بكل ما تملك لتدمير حماس ولتدمير قدراتها على شنّهجوم مماثل، كما ستساعدها حتى لا تعود حماس لحكم غزة .وفيالرسالة الثانية، طالب بايدن إسرائيل، بخطة إنسانية لإغاثة الشعب الفلسطيني متزامنة مع الخطة العسكرية، وهذا ما رفضته إسرائيل".
وعن موقف إسرائيل، فيعتبره ساترفيلد ناتجاً عن " قناعة لديها بأنها لا تريد أنْ ترى أيّ انتصار لحماس، لما يشكله ذلك من إخفاق استراتيجي لها، لا سيّما أن ما قامت به الحركة، شكّل صدمة نفسية مؤلمة، ليس للمجتمع الإسرائيلي فحسب، بل للحكام العرب الذين يجدون في انتصار حماس تهديداً لهم".
ويكرّر ساترفيلد في الحوار، ما يُسمّيه "هدفاً رئيسياً لحماس من أجل منع التطبيع والتقارب بين إسرائيل والسعودية".
ويعود إلى السابع من تشرين، ليفنّد أسباب توقيت هجوم "حماس"وهي:
"-إستغلال العطلة الإسرائيلية.
-إكتمال الإستعدادت التي تعطيها الثقة بخرق الجدار والدخول الى إسرائيل والعودة.
-تقويض أي تقارب إسرائيلي سعودي وإعطاء دفع لمحور المقاومة بأن القضية الفلسطينية هي المحرِّك الجوهري للسياسة العربية، وإعطاء دفع للإيرانيين في تأكيد قدرتها على تهديد الخليج ومن خلفهم الغرب".
وينطلق الديبلوماسي المخضرم من "جدليّة تحكم أرض الواقع اليوم، وهي أنّ إسرائيل تريد القضاء على حماس لإعلان الإنتصار بينما على حماس الصمود لإعلان الإنتصار".
السنوار .. فشل
وينبّه ساترفيلد، إلى أنّ من بين "أسباب قيام السنوار بطوفان الأقصى، أن يرى الشعب العربي ينتفض لدعم القضية الفلسطينية، إلاّ أن الدول العربية بقيت هادئة ولم تساند غزة أو حماس، فيما سقطرهانه على جرّ إيران إلى الحرب لنشوب حرب إسرائيلية إيرانية".
وإذ يسأل ما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها التي رسمتها للحرب؟ يوضح أن "ما من جيش نظامي قد شنّ حملةً عسكرية في ظروف مشابهة للحرب في غزة، فهي حملةٌ فوق الأرض وتحتها، حيث تحضّرت حماس لهذه الحرب طيلة 16 عاماً، واستثمرت ملايين الدولارات في البنى التحتية على مساحة ما يقارب 480 كلم من الأنفاق المحصّنة بطريقة جيدة في وجه معظم أنظمة الأسلحة، فصمدت كقوة عسكرية بوجه كل ما تملكه إسرائيل من تقنيات، حتى أنها كانت تستخدم المنشآت المدنية من مستشفيات ومدارس كغطاء لعملها".
ويعتبر ساترفيلد أنّ "هذا الغطاء الذي دفع إسرائيل لاستهدافه، إنقلب عليها فكان له تأثيراً عكسياً، صعّب عليها الحصول على المساعدات من المجتمع الدولي".
وتناول "التحدي" الذي تواجهه إسرائيل في معركتها داخل غزة في مواجهة ما أسماه "30 ألفاً من عناصر جيش إرهابي تحت الأرض وفوقها". ويؤكد على "حجم هذا التحدي من خلال المعركة البرية التي تشنّها إسرائيل في شمال أو وسط أو جنوب القطاع، فما يكاد الجيش الإسرائيلي يسيطر على منطقة وينسحب منها، حتى تعود حماس للظهور فيها ومهاجمته وإطلاق الصواريخ منها".
ويتوّقف عند "استراتيجية حماس منذ الأسابيع الأولى للحرب، والتي تشبه إلى حدّ بعيد، استراتيجية أوكرانيا في مواجهة روسيا، فعمدت إلى إنهاك الجيش الإسرائيلي، واستطاعت الصمود".
أما بشأن جهود الولايات المتحدة، فأشار ساترفيلد إلى "أنها ركّزت على إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار، وسبق أن حذّرت إسرائيل من الهجوم على رفح بدون تحضيرات مكتملة لمعالجة الوضع الإنساني الناتج عن هذه الحملة، كما أنها ركّزت على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، لا سيما أنهما أمران مترابطان".
ومن منطلق وقف النار في غزة، أشار ساترفيلد إلى "إيجابية أخرى تتمثل بوقف النار على الجبهة الشمالية لإسرائيل أي مع لبنان".
ويعبّر عن رأيه في هذا الإطار، بأنّ "لا نية لدى حزب الله أو حتى إيران لإشعال حرب مع إسرائيل"، لكنه يبدي خشيته من أنّ يؤدي "الإشتباك اليومي على الحدود، إلى أخطاء أو مغامرات غير محسوبة العواقب، تجرّ بالتالي إلى شيئ غير متوقع من قبل أحد الطرفين، بما ينقلنا إلى وضع مختلف تماماً".
ولتدارك هذا الخطر، ينبّه ساترفيلد إلى أنّ المندوب الأميركي آموس هوكستين "يزور لبنان وإسرائيل بشكل دوري من أجل التوصل إلى حل ديبلوماسي وإعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية"، إلاّ أنه يرى أن "الطريقة الأسرع لعودة الهدوء إلى هذه الجبهة، هي بوقف إطلاق النار في غزة"، محمّلاً حركة "حماس" المسؤولية عن عدم الوصول إلى وقفالنار.
ويذكّر بأنّ "إسرائيل سبق أن قدمت اقتراحاً لتسوية تعتقد الولايات المتحدة أنها مرنة وإيجابية، وتمثل في كثير من الأماكن مطالب حماس، ولكن حماس ردّت باقتراح مغاير، رأى وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أنه يؤكد أن حماس لا تريد وقفاً لإطلاق النار".
ويشدّد على أنّ "الولايات المتحدة مستمرة في مساعيها لوقف إطلاق النار وإطلاق جميع المحتجزين، لا سيّما أن بينهم 5 مواطنين أميركيين".
ويتناول ساترفيلد في الحوار عدة سيناريوهات لمستقبل غزة:
"تمكّن إسرائيل من احتلال غزة بشكل كامل، وهذا أمر غير محبّذ ولو أنها قادرة على القيام بذلك.
حلّ على الطريقة الصومالية، أي أن تدخل غزة في فوضى كاملة وتعتمد على المساعدات الدولية.
أن تستعيد حماس السيطرة على غزة كما في السابق وتقوم بـ7 تشرين آخر من ضمن طبيعتها، وهذا أمر غير مقبول أميركياً.
تدخل المجتمع الدولي ورسم أفق جديد لحماية 2 مليون ومئتي ألف غزاوي، بعد أن تصل حماس لقناعة لا تعارض معها التطبيع وضرورة وجود نظام أمني جديد، على ضوء محاولات إعادة إعمار غزة، سيما أن الدول العربية لن تبادر إلى دفع الأموال لإعادة الإعمار، إذا تأكدت أنها ستساهم باستمرار حماس كسلطة حاكمة، فالمجتمع الدولي بالطبع لا يريد مكافأة حماس على 7 تشرين، لأن إسرائيل ستعود عندها لتدمير كل شيء".
ويتطرّق إلى "البعد الإقليمي للحرب من حيث أنّ "عدم استقرار الشرق الأوسط سيسمح لإيران أن تستخدمه كسلاح إقليمي، إضافة إلى استغلاله من الصين وروسيا، كما أن إيران والصين ستلعبان بشكل مباشر، فيما ستقوم روسيا باللعب على الأطراف".
ومن هذا المنطلق، يشير ساترفيلد إلى "سعي من الولايات المتحدة لإبرام اتفاقية بين إسرائيل والسعودية، لما يشكل ذلك من حماية كبيرة للبنى التحتية في دول الخليج في وجه التهديدات الإيرانية"، لافتاً إلى أنّ "هذا الأمر يُسبّب قلقاً لإيران".
وفي توصيف غريب رأى أنّ "حماس تُمثل الشرق الأوسط القديم فيما السعودية تمثّل الشرق الأوسط الجديد، والطابة اليوم هي في الملعبين السعودي والإسرائيلي".
وحول ما يُعيق جهود التهدئة، فيؤكد "أنها نابعة من أن المعركة وجودية بالنسبة إلى حماس وكذلك لإسرائيل، مما يُصعِّب مهمة اللاعبين الدوليين في هذا الصراع الوجودي للطرفيْن".
وانتقد ساترفيلد بشكل لاذع قناة "الجزيرة" ووصف عملها ب"المخزي وبأنها تروّج للسنوار من خلال التركيز على الضحايا المدنيين في حين أنّه مقابل كل ضحية مدنية هناك عنصر لحماس".
ويدخل إلى "عقل السنوار حيث يراه سيصبو إلى الجائزة الكبرى بالإحكام على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير والضفة الغربية، ومن خلالها على الشوارع العربية، وهو يستخدم غزة وسكانها كأداة للوصول إليها".
ويخلص إلى أنّ "إيران لا تريد التورط بالحرب، خصوصاً أنه لم يكن لها القرار في إطلاقها، ومن هنا كان لإرسال حاملة الطائرات الأميركية إلى المتوسط رسالة واضحة بعدم جني أي فائدة ممّا حصل في 7 تشرين لمهاجمة إسرائيل مجدداً".
ويحذّر من أن أيّ حرب على الجبهة الشمالية لإسرائيل، سيكون فيها"الكثير من الصعوبة والدموية، وستكون عواقبها وخيمة على الطرفيْن والأطراف كافة"، لذلك يكرّر التحذير من "أخطاء في الحسابات".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا